باحث ومفكر إسلامي: حملات اجتثاث الشيعة في العراق فشلت فشلاً ذريعاً
قال الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور علي المؤمن، إنّ حملات الاجتثاث الطائفية للشيعة في جنوب العراق ووسطه فشلت فشلاً ذريعاً، بسبب صمود الشيعة ووجود مركز النظام الاجتماعي الديني الشيعي المتمثل بالحوزة العلمية الشريفة.
وقال المؤمن في مقال صحفي له نشرته عدة صحف عراقية وعربية وتابعته (وكالة أخبار الشيعة): إن “حملات الاجتثاث الطائفية في اجتثاث شيعة جنوب العراق ووسطه فشلت فشلاً ذريعاً؛ إذ صمد التشيع فيه بفضل جذوره الإنسانية والاجتماعية الضاربة، وبفضل وجود مركز النظام الاجتماعي الديني الشيعي المتمثل بالحوزة العلمية”.
وأضاف أيضاً بأن “الملايين من الشيعة الذين تعرضوا للاجتثاث والانقراض في شمال أفريقيا ومصر وبلاد الشام، كانوا من العرب الأقحاح، وكثير منهم علويون، أما الذين استعانت بهم السلطة العباسية في اجتثاث الشيعة والتشيع؛ فكانوا من غير العرب، وأبرزهم القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي”.
وأوضح بأن “القوميين العرب يضعون اليوم صلاح الدين الأيوبي بمصاف الأنبياء والصلحاء المقدسين، ليس لإنجازاته الإنسانية والإسلامية والقومية والعلمية، وليس لأنهم أوهموا الناس بأنه حرر القدس، بل لأنه اجتث الأكثرية السكانية الشيعية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولبنان وفلسطين وسوريا والأردن وشمال العراق”.
وأضاف بأن “القوميين العرب يشنون حتى هذا اليوم أبشع حملات التعريض ضد القادة الشيعة العرب الإدريسيين والفاطميين والحمدانيين، لمجرد أنهم شيعة، رغم أنهم مسلمون وعرب، وكثير منهم من ذرية الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، وهو ما يثبت تجذر طائفية المشروع القومي العربي”.
وأشار المؤمن إلى أن “الخارطة الاجتماعية ــ السياسية للمذاهب الإسلامية في البلدان العربية، كانت خلال القرن الرابع الهجري تميل لمصلحة الشيعة بالكامل، حيث كانوا يشكلون المجتمع الغالب في العراق وبلاد الشام ومصر وبلاد المغرب العربي، لكن هذه المعادلة تخلخلت خلال القرن الخامس الهجري، ثم تغير كل شيء في القرن السادس الهجري”.
وأرجع المؤمن سبب ذلك إلى “ما قام به أربع شخصيات فقط، هم المعز بن باديس وطغرل بك ونور الدين زنگي وصلاح الدين الأيوبي، وهم ليسوا من العرب أصلاً”.