ذكر مقال تفصيلي لصحيفة “ذا برينت The Print” الإلكترونية الهندية، بعضاً من آيات تعاظم النفوذ السياسي الشيعي في بلادها عبر التاريخ بالرغم من كونهم إحدى أصغر الأقليات في المجتمع الهندي.
وبيّن المقال الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “مدينة (لاكناو) التي تحتل مكانةً هامةً في الحياة التاريخية والسياسية والثقافية للمسلمين الهنود، كان من سوء حظها أن تاريخها الطائفي دموياً على مدى القرن الماضي، إنما ليس بين الهندوس والمسلمين كما قد يتبادر الى الذهن، وإنما بين الشيعة والسنة، حيث هزّت المدينة أعمال شغب دامية بين الطائفتين”.
وأضافت كاتبة المقال “سانيا دينكرا”، أنه “في الوقت الذي كان فيه الملوك الشيعة من سلالة (النواب) قد حكموا إمبراطورية (أوده) المترامية الأطراف خلال الفترة بين عاميّ (1722) و(1856م)، إلا أنهم شاركوا روابط أخوية عميقة مع مواطنيهم السنّة الذين عملوا كأعلى المسؤولين في بلاطهم وفقاً لما ذكره المؤرخ (مشير الحسن)، حيث كان من أبرز الأمثلة على هذه الفترة، هي العبارة الشهيرة لآخر هؤلاء الملوك (واجد علي شاه)، والتي نصّها (عيوني إحداهما شيعية والأخرى سنية)”.
وتنقل “دينكرا” في سياق مقالها، عن المؤرخ الهندي الشهير، تأكيده، إن “سلالة (النواب) كانوا غير متأثرين إلى حد كبير بالاختلافات الشيعية – السنية خلال فترة حكمهم التي دامت لأكثر من (100) عام، إلا أنه وبعد الإطاحة بهم من قبل البريطانيين في منتصف القرن التاسع عشر، بدأت هذه الاختلافات بالظهور الى السطح”.
وتشير الكاتبة الى تحليل للخبير في علم السياسة “كونال شارما”، والقائل بأن “تصاعد التوترات بين الطائفتين، قد يعود الى عاملين أساسيين، أولهما، عدم حصول الأغلبية السنية على السلطة السياسية والاقتصادية خلال فترة الحكم الشيعي على الرغم من الروابط الأخوية القوية السائدة آنذاك”.
ويضيف “شارما” أن العامل الثاني هو ما شهدته أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من انطلاق للحركات السنية الديوبندية والبريلوية، والتي لم تبدأ فقط في تقنين الممارسات الإسلامية المحافظة من الناحية اللاهوتية وحسب، وإنما بدأت بمهاجمة المعتقدات الشيعية وطقوس الحداد الخاصة بهم”.