حذّرت صحيفة “جوراسليم بوست Jerusalem Post” الصهيونية شبه الرسمية، وعبر مقال افتتاحي، من المكانة الرمزية الكبيرة التي تحتلّها مدينة كربلاء المقدسة في قلوب وعقول جميع الأحرار في العالم وخطورة هذه المكانة على استمرارية بقاء الكيان الصهيوني.
وقالت الصحيفة في مستهل مقالها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “معركة الطف التي دارت على أرض كربلاء، ليست مجرد تاريخ، بل هي حقيقة مؤرقة حسب زعمها”، داعيةً الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية، الى أن يكون مستعداً لمواجهة ما وصفته بـ “تحدي كربلاء”.
وبيّن كاتب المقال، الكاتب والحاخام الصهيوني “إيلي كافون”، أنه “على الرغم من أن كربلاء هو اسم مدينة معاصرة تقع في وسط العراق، إلا أنها كانت موقعاً لواحدة من أهم المعارك في تاريخ الإسلام.
وأضاف “كافون”، أنه “بالنسبة لمعظم المسلمين، وخاصةً أولئك الذين يعيشون في العالم الشيعي، فإن معركة كربلاء ليست مجرد حدث تاريخي ولكنها حقيقة مؤلمة”، زاعماً أنه “في الوقت الذي لم تنجح فيه الأغلبية العددية السُنيّة في القضاء على أتباع الإمامين علي بن أبي طالب ونجله الإمام الحسين (صلوات الله عليهما)، فإن الشيعة لم يحصلوا قط على المكانة التي يعتقدون أنهم يستحقونها في العالم الإسلامي”.
وأشاد كاتب المقال بالغزوات الإرهابية التي شهدتها فترات معينة من التاريخ الإسلامي، بحق أتباع آل البيت الأطهار “عليهم السلام”، ومنها محاولات “محمد بن عبد الوهاب” في القرن الثامن عشر، في القضاء على الممارسات الدينية الشيعية كالزيارات السنوية إلى العتبات المقدسة في كربلاء وغيرها.
وزعم الكاتب أنه “سيكون من الخطر على كيانه الغاصب أن ينظر ببساطة إلى أحداث كربلاء باعتبارها ظاهرة تاريخية وحسب، وإنما للعقيدة الشيعية التي تطوّرت في العصور اللاحقة لها، ومنها عودة سليل الإمام الحسين، الإمام الغائب (عجّل الله فرجه) والذي سيتولى زعامة العالم الإسلامي باعتباره الخليفة الحقيقي من نسل آل محمد (صلوات الله عليهم)”، زاعماً أن هذه العودة ستكون مصحوبة بكوارث مروّعة ستهز العالم بأجمعه”.
وحذّرت الصحيفة في ختام مقالها، من أنه “بالنسبة لأولئك ممن لا زالوا متشككين في قوة عقيدة (الإمام الغائب)، في تحفيز المسلمين الشيعة في الشرق الأوسط لتحقيق طموحاتهم، فإن من بين معالم قوة هذه العقيدة هي إحياء ذكرى كربلاء في يوم عاشوراء المقدس”، مبيّنةً أن من وصفتهم بـ “السُنّة في المملكة العربية السعودية، والأردن، ومصر يشاركونها القلق إزاء عودة الشيعة إلى الظهور في الساحة الإقليمية”.