عبقات عاشورائية ـ الخيبة لمن يشكّك بالشعائر الحسينية
يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”: روى إبراهيم بن أبي محبوب عن الإمام الرضا “سلام الله عليه”، في قضية الإمام الحسين “” وواقعة عاشوراء أنه قال: “إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا”.
يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”: روى إبراهيم بن أبي محبوب عن الإمام الرضا “سلام الله عليه”، في قضية الإمام الحسين “” وواقعة عاشوراء أنه قال: “إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا”.
وقد أشكل البعض على هذه العبارة من الإمام الرضا “سلام الله عليه” وقالوا: “وكيف يمكن للمصائب أن تقرح الأجفان؟”.
الحقيقة: إنّ هذه الإشكالات تصدر في الغالب من بعض السذّج الذين لا باع لهم في ميدان العلم والمعرفة، ويريدون بهذه الإثارات والإشكالات أن يتظاهروا بالعلم ويبرزوا عضلاتهم العلمية ـ إن صحّ التعبير ـ أمام أهل البيت “سلام الله عليهم” وعلمهم ومقامهم؛ غافلين أنّ من يقوم بهذا الأمر في مقابل أهل البيت “سلام الله عليهم” سيفتضح أمره سريعاً وتبدو عورة جهله، فمن الأولى به أن يقوم بهذا الدور وفتل العضلات أمام غير أهل البيت “سلام الله عليهم”.
ثم إنّ التشكيك بأقوال أهل البيت “سلام الله عليهم” وبمنزلتهم ليست جديدة ولا وليدة هذا العصر، بل كانت موجودة في عصر الأئمّة “سلام الله عليهم” أيضاً بل منذ زمن النبي “صلّى الله عليه وآله”، فكان هناك من يقف في وجه أقوال النبي “صلّى الله عليه وآله” ويبدي نوعاً من المعارضة.
فعلى سبيل المثال، يوم أخبر النبي “صلّى الله عليه وآله” عن ثواب زيارة الإمام الحسين “سلام الله عليه” استكثرت عائشة ذلك، كما روي عن الإمام الصادق “سلام الله عليه” في قوله: “كان الحسين بن علي (سلام الله عليه) ذات يوم في حجر النبيّ (صلى الله عليه وآله) يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشدّ إعجابك بهذا الصبي؟”.
فقال لها: “ويلك وكيف لا أحبّه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرّة عيني؟ أما إنّ أمّتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجّة من حججي”.
قالت: يا رسول الله حجّة من حججك؟!
قال: نعم حجّتين من حججي.
قالت: يا رسول الله حجّتين من حججك؟!
قال: نعم وأربعة.
قال: “فلم تزل تزادّه ويزيد ويضعف حتى بلغ تسعين حجّة من حجج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأعمارها” .
فهذه الاعتراضات ليست جديدة، وهي ما تزال مستمرّة حتى يومنا هذا، ولكنها لم تورث أصحابها إلاّ الخيبة والفضيحة، لأنّ الله تعالى وعد أن لا يزيد معارضي الإمام الحسين “سلام الله عليه” إلاّ الخيبة، وشعائر الإمام الحسين “سلام الله عليه” إلاّ ظهوراً.