نشرت مجلة “هِمال Himal” العلمية السريلانكية، مقالاً افتتاحياً سلّطت من خلاله الضوء، على إحدى الطوائف الهندوسية الموالية لآل البيت الأطهار “عليهم السلام”.
وقالت الشبكة في مستهل مقالها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “موقعة كربلاء التي دارت رحاها عام (680 م)، هي إحدى أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، حيث انجلى غبارها عن استشهاد سبط النبي الأكرم، الإمام الحسين بن علي (صلوات الله عليهم) الى جانب مجموعة من رفاقه وصحبه الأبرار (رضوان الله عليهم) على يد من وصفته بـ (الطاغية يزيد) الذي اغتصب الخلافة الإسلامية”.
وبيّن المقال، أن هذه الموقعة تمثّل أيضاً، إحدى المحطات المحورية التي أدّت إلى انقسام طوائف الإسلام بين من ناصَرَ معسكر الإمام “عليه السلام”، وبين من سار خلف قاتليه”، مؤكداً أن “فاجعة كربلاء تحتل أهمية خاصة بالنسبة لأهل بيت النبي (صلوات الله عليهم أجمعين)، وبالنظر لوقوع هذا الحدث في شهر محرم الحرام، فقد أصبح لهذا السبب ذا رمزية خاصة دفعت بأجزاء كثيرة من العالم الإسلامي، الى الاحتفال بحلول ذكراه بإجلال كبير”.
وأضاف المقال أن “مما يلفت النظر بشكل خاص في مراسيم إحياء ذكرى حلول شهر محرم الحرام في الهند، هو المشاركة البارزة للديانة الهندوسية في هذه المراسيم، لتكون بذلك هذه المشاركة، سمةً من سمات أتباع هذه الديانة الواسعة الانتشار لعدة قرون في أجزاء كبيرة من الهند، والتي لاتزال مستمرة حتى اليوم، وإن كان على نطاق أصغر، ففي القرى والبلدات الواقعة في جميع أنحاء البلاد، ينضم الهندوس إلى مواطنيهم المسلمين في رثاء فاجعة استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، من خلال إقامة ورعاية شعائر الرثاء المسماة محلياً بـ (تعزية)، أو حتى المشاركة في مراسيمها بصورة شخصية”.
وأشار كاتب المقال، المؤلف والأكاديمي الهندي “يوجيندر سيكاند”، الى أنه “في مقاطعة (لاكناو)، التي تعدّ مقر سلالة (النواب) الشيعية الحاكمة للبلاد في السابق عبر إمبراطورتها المسماة (عوض)، قام نبلاء هندوس بارزون مثل (رجا تيكايت راي)، و(رجا بيلاس راي) ببناء حسينيات إسلامية أو كما تسمى محلياً بـ (إمامبارا)، بهدف استضافة مواكب العزاء الحسيني”.
وأردف “سيكاند” في سياق مقاله، بأن “لدى مجتمع (لامبادي) القبلي غير المسلم والمستوطن في ولاية (أندرا براديش) نوعاً خاصاً به من قصائد الرثاء الحسيني الناطقة بلغة الـ (تيلكَو) القديمة، فيما يتم بين بعض الطوائف الهندوسية المنتشرة في ولاية (راجاستان)، سرد أحداث موقعة كربلاء من خلال تمثيليات علنية يتم فيها إعادة تصوير مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، متبوعةً بخروج نساء الولاية في موكب خاص، وهن يبكين ويلعنن يزيد بسبب ظلمه وجوره بحق ذرية النبي (صلوات الله عليهم)”.
وأوضح الكاتب، أن “هذه التقاليد السنوية، تُعرف باسم (بتنا دالنا)، فيما يسود اعتقاد بين الهندوس في أجزاء كبيرة من شمال البلاد، أنه إذا سارت النساء العاقرات في مواكب العزاء المعروفة بـ (علم)، فسوف ينعمن بالذرية”.