بعد زيارته إلى العتبات المقدسة في العراق.. سياسي إيطالي بارز يؤكد على روحية النجف الأشرف في العالم
نشرت صحيفة “لي آيدينتيتا L’Identità” الإلكترونية الإيطالية وعبر تقرير خاص، تفاصيل الزيارة التي أجراها مواطنها الأكاديمي والسياسي البارز “فرانشيسكو نيكولا ماريا بيتريكوني” إلى مجموعة من مدن العراق، بينها النجف الأشرف وكربلاء المقدسة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “البروفيسور (بيتريكوني) كان قد وصل الى منطقة ما بين العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية عند منتصف الليل تقريباً، إلا أنه لاحظ اكتظاظ هذه المنطقة بالناس تماماً”، مبيّنةً أن “تزامن هذه الزيارة إلى ما وصفتها بـ (المدينة الإسلامية المقدسة) في يوم الجمعة المخصص للعبادات، قد أظهر توافد الرجال والنساء من جميع أنحاء العالم الى الصلاة في هذا المكان الذي تنيره الأضواء بما يشبه ضوء النهار”.
وتابع التقرير أن “القباب الذهبية للحرمين الشريفين اللذين يمثّلان المثوى الأخير لمن أسماهما بـ (الأخوين المنحدرين من نسل النبي محمد، الإمام الحسين والعباس -صلوات الله عليهم-) كانتا تتلألأن بالأنوار”، مشيراً الى “اهتمام (بيتريكوني) بالآثار التي تركتها رصاصات ميليشيات الطاغية المخلوع صدام حسين في عام 1991 على جدران الحرمين وتحت الأقبية الكبيرة المزينة بالمرايا، في الوقت الذي يتجمع فيه مئات ومئات من الزوار، للوصول إلى هذا المكان طلباً للشفاعة”.
وتنقل الصحيفة عن “فرانشيسكو بيتريكوني” الذي يعمل أيضاً كعضوٍ في مجلس النوّاب الإيطالي، إشارته الى أن “زيارته كانت قد تزامنت مع ليالي إحياء ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء والتي وصفها بـ (الابنة المفضلة للنبي محمد صلى الله عليه وآله)”، مبيّناً أنه “اتجّه من كربلاء جنوباً نحو مدينة النجف الأشرف والتي شبّه مكانتها بالنسبة للعالم الإسلامي، بما تمثله دولة الفاتيكان بالنسبة للعالم المسيحي الكاثوليكي”.
وأضافت صحيفة “لي آيدينتيتا” في سياق حديثها عن مدينة النجف الأشرف، أن “هذه المدينة كانت قد شهدت استبصار مئات الطلبة من جميع أنحاء العالم، إلى الدين الإسلامي على مدار الألف عام الماضية، فيما يتوافد إليها الزوار بالآلاف سنوياً للتشرّف بزيارة ضريح الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، كما كانت المحطّة التي توقّف عندها بابا الفاتيكان خلال زيارته التاريخية الى العراق عام 2021”.
يذكر أن “فرانشيسكو نيكولا ماريا بيتريكوني” هو أستاذ علم الاجتماع والظواهر السياسية والقانونية في جامعة “روما”، ورئيس قسم الدراسات العالمية والإقليمية في كلية العلوم السياسية والدولية بالجامعة، وأستاذ مشارك سابق في علم الاجتماع العام، بالإضافة الى كونه عضواً في مجلس النواب الإيطالي، وقاضياً سابقاً، ومحامياً وصحفياً، فضلاً عن كونه أحد المكرمّين بوسام “فارس الجمهورية الإيطالية”، حيث حاضر وشارك في مؤتمرات علمية في دول مختلفة حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا والمكسيك والعراق، كما ألّفَ كتباً ودراسات ومقالات باللغات الإيطالية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية في مواضيع قانونية واجتماعية وسياسية، فيما يشغل حالياً منصب مستشار السياسات الاجتماعية لرئيس مجلس الوزراء الإيطالي.