لاقت حادثة حرق متطرف سويدي نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم، يوم أمس الأربعاء بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك ردود فعل منددة عربياً ودولياً.
وأقدم المتطرّف سلوان موميكا البالغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً على تمزيق المصحف الشريف وإضرام النار فيه عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
وأدان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان – في تغريدة نشرها عبر حسابه في تويتر- هذا “العمل الدنيء الذي ارتكب بحق كتابنا القرآن الكريم مع حلول عيد الأضحى المبارك”.
وأضاف “إن السماح لهذه الأعمال المعادية للإسلام بحجة حرية التعبير أمر لا يمكن قبوله، وإن غضّ الطرف عن مثل هذه الأعمال الشنيعة يعني التواطؤ معها”.
كما نددت الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها فيدانت باتيل بإحراق المصحف، وقال: “لطالما قلنا إن إحراق نصوص دينية سلوكٌ عديم الاحترام ومسيء، وما قد يكون قانونياً ليس بالضرورة لائقاً”.
كما أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرق المصحف، ونقلت وكالة سبوتنيك عنه قوله خلال زيارة لمسجد “الجمعة” الأربعاء في دربند: إن “روسيا تكن احتراماً شديداً للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية، وعدم احترام هذا الكتاب المقدس في روسيا نعدّه جريمة”.
وأضاف بوتين “في بلدنا هذه جريمة (حرق القرآن)، بموجب الدستور والمادة 282 من القانون الجنائي لروسيا، عدم الاحترام والتحريض على الكراهية بين الأديان، وسنلتزم دائماً بهذه القواعد التشريعية”.
وفي الردود العربية والإسلامية، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي في بيان: إن “إحراق المصحف الشريف عنصرية وليست حرية، وتوحش فردي مدعوم من الجهات الرسمية لا ينبغي السكوت عنه”.
فيما قال البرلمان العربي: إن ما حدث “عمل تحريضي من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم”، مستنكراً استمرار السلطات السويدية في مثل هذه “الاستفزازات”.
فيما حذرت الخارجية الكويتية عبر بيان لها من أن ما حدث “خطوة استفزازية خطيرة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم”، داعية المجتمع الدولي والحكومة السويدية إلى “تحرك سريع لنبذ مشاعر الكراهية والتعصب ووقف هذه الإساءات”.
وشددت الخارجية اليمنية على أن “تعمد استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في مناسبات إسلامية مقدسة من قبل حركة متطرفة بغيضة، يستلزم محاسبة ومعاقبة كل من يشجع ويقف خلف هذه الإساءات المتكررة”. ودعت الوزارة إلى “اتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تلك الإساءات التي تستهدف نشر ثقافة الكراهية ولا تؤمن بقيم التسامح”.
وفي الأردن، قالت الخارجية في بيان لها: إن “إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتباره شكلاً من أشكال حرية التعبير مطلقاً”.
ودعت الوزارة إلى “وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة، ووجوب احترام الرموز الدينية، والكف عن الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية والتمييز”.
يشار إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها في السويد، ففي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أحرق زعيم حزب “الخط المتشدد” الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة، مما أثار احتجاجات عربية وإسلامية، بموازاة دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية.