شهدت الإحصائيات الأممية ارتفاعاً ملحوظاً، في عدد الأشخاص المحتاجين لمساعدة غذائية عاجلة، والمتضررين جراء النزاعات والصدمات الاقتصادية والكوارث المناخية.
وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقريرٍ لها يوم أمس الأربعاء، أنه “وصل عدد الأشخاص المحتاجين لمساعدة غذائية عاجلة في العالم العام الماضي 2022، إلى 258 مليون نسمة، مقابل 193 مليوناً عام 2021، وذلك بسبب النزاعات والصدمات الاقتصادية والكوارث المناخية”.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” في التقرير أنّ “هذا الواقع يمثّل وصمة عار على جبين الإنسانية، لأنّها عجزت عن إحراز تقدّم نحو القضاء على الجوع، والذي يمثل الهدف الثاني للأمم المتحدة للتنمية المستدامة”.
وأشار “غوتيريش” إلى أن الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى أن “ملايين الأشخاص يعانون من جوع شديد، يهدد حياتهم بشكل مباشر، وذلك بسبب انعدام الأمن الغذائي الذي يرتفع للسنة الرابعة على التوالي”.
وأفاد “غوتيريش” أن “انعدام الأمن الغذائي يبقى في مستوى غير مقبول، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وأفغانستان ونيجيريا وحتى اليمن”، مضيفاً أن “هناك (376) ألف شخص في مرحلة الكارثة وهي الأشد خطورة، حيث يعيش 57% منهم في الصومال”.
ولفت “غوتيريش” إلى أن “الصومال عانى من جفافٍ قاسٍ نهاية عام 2020، وهو أسوء جفاف تعرض له خلال 40 العام الماضي، وذلك وفق ما أكدته دراسة علمية حديثة ونسبته إلى الاحتباس الحراري”، مؤكداً أن “التمويل الإنساني لمكافحة الجوع وسوء التغذية، لا يصل إلى المستوى المطلوب”.
يُشار إلى أنه لا تزال الصراعات هي المحرك الرئيسي للأزمات الغذائية، ولكن الصدمات الاقتصادية المرتبطة بوباء كوفيد-19، وتداعيات الحرب في أوكرانيا أثرتا بشكل إضافي على بعض الدول في عام 2022.
وتشكل ظواهر الطقس الشديدة المرتبطة بالتغير المناخي، مثل الجفاف التاريخي في القرن الأفريقي أو الفيضانات المدمرة في باكستان، سبباً رئيسياً لتفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي، وفقاً لمنظمة الفاو.