النساء يضعن طـ،ـالبان في مهب الريح.. منظمات أممية ودولية وحقوقية تتحدث عن القمع المتزايد
في الوقت الذي دعت الأمم المتحدة حركة طـ،ـالبان للسماح بعودة الفتيات المراهقات إلى الفصول الدراسية، بمناسبة ذكرى إغلاق مدارس الفتيات في أفغانستان، أصبحت الحركة المتشددة في مهب الرياح عالمياً، بعدما افتتح نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، مكتبة في كابل مخصصة للفتيات والنساء الأفغانيات، في خطوة تمثل تحديا للنظام الحاكم، لتشجيع القراءة على الرغم من القيود الواسعة، التي فرضها المتشددون.
وفي بيان وصف نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان ماركوس بوتزيل، استبعاد الفتيات من المدارس الثانوية بأنه “مخز ومحزن”، مضيفا “أنه لا مبرر له ولا مثيل له في أي مكان في العالم”.
ومنذ عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، منعت طـ،ـالبان الفتيات، بعد الصف السادس من التعليم، مما أثار جدلا وطنيا وخيب آمال ملايين الفتيات.
وأضاف بيان الأمم المتحدة، أن الحظر يزيد من مخاطر التهميش والعنف والاستغلال وسوء المعاملة ضد الفتيات، وأن تمكينهن من العودة إلى المدرسة، يمكن أن ينهض بأفغانستان ويعطي الأمل لشعبها.
وفي الوقت نفسه، أعربت المنظمة عن قلقها من أن استمرار مثل هذه الإجراءات يعمق الأزمة القائمة في البلاد.
في المقابل أفتتحت مجموعة أطلقت على نفسها اسم “الحركة العفوية للناشطات الأفغانيات”، مكتبة تابعة لها في مطلع الأسبوع الماضي، وسط احتفالية حضرتها وسائل الإعلام المحلية.
وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي تشهد فيه أفغانستان، مرور عام على استيلاء طـ،ـالبان على السلطة، في أغسطس من العام الماضي، حيث تم قمع الحقوق الأساسية للمرأة وتقليص حرية الإعلام، وسقوط مناطق واسعة من البلاد في دائرة الفقر، وذلك في أعقاب الانسحاب الفوضوي، لقوات حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان.
وتم إغلاق أبواب المدارس أمام الفتيات الصغيرات، منذ أن عاد المتشددون إلى الحكم، بينما تضاءلت فرص النساء في العمل في معظم المكاتب الحكومية، كما لا يتم السماح للنساء بالسفر لمسافة بعيدة، بدون وجود ولي أمر من الذكور، وصدرت أوامر لمذيعات البرامج التليفزيونية بتغطية وجوههن، ويقول المراقبون إنه من المحتمل فرض مزيد من القيود.
وقالت المجموعة المؤسسة لمكتبة زان بكابول، لـ (د.ب.أ)، “إنها قررت إتاحة مساحة للنساء الأفغانيات للتعلم، بعد أن قامت قوات طـ،ـالبان مرارا بقمع الاحتجاجات النسائية في الشوارع، المطالبة بإتاحة فرص التعليم والعمل وغيرها من الحريات”.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أصدرته في يوليو الماضي، تحت عنوان “الموت بالتصوير البطيء”، بعد إجراء مقابلات مع أكثر من مئة امرأة وفتاة أفغانية، إن حكومة طـ،ـالبان هددت واحتجزت وعذبت، ومارست الإخفاء القسري ضد أولئك الذين تجاسروا على الاحتجاج.