استذكر العالم الاسلامي في الثالث عشر من شهر ذي الحجّة الحرام، ذكرى رحيل الإمام الثائر المجاهد آية الله العظمى الشيخ محمّد تقي الشيرازي قدّس سرّه، قائد ثورة العشرين المجيدة في العراق، وداحر الاستعمار البريطاني الذي كان ذلك اليوم يشكّل أكبر استعمار على وجه الأرض.
واستشهد قدس سره الشريف، سنة 1338 هجرية الموافق 1920م بعد عمر ناهز الـ82 عاما، في مدينة كربلاء المقدسة، اثر سم دس اليه من قبل عملاء المحتل.
وكان رحمه الله، قد ولد في مدينة شيراز الايرانية سنة 1256 هجرية، ودفن في حرم الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء.
وللمرجع الراحل قدس سره العديد من المؤلفات منها حاشية على المكاسب في الفقه، ورسالة في احكام الخلل، ورسالة في صلاة الجمعة، وشرح منظومة السيد صدر العاملي في الرضاع، والكثير من المؤلفات الاخرى.
وكان الشيخ محمد تقي الشيرازي قدس سره الشريف، اعلن وجوب مطاردة الاستعمار حينما اراد السيطرة على العراق، سنة 1337هـ ، فوقف بوجه الانجليز، ودافع عن الاسلام وابناء الاسلام، في ثورته الشهيرة والمعروفة بأسم “ثورة العشرين” عام 1920م.
واشار تاريخيون متخصصون في الشأن العراقي الى ضرورة تخليد ذكرى الشيخ الميرزا الشيرازي تكريماً لمقام وجهاد هذا العلم الشيعي الفذ، والزعيم المجاهد المضحّي المخلص، الإمام الثائر الشيخ، وبيان دوره في انقاذ المسلمين من براثن المستعمر الكافر، وانقاذه للمسلمين من سلطة وظلم الاستعمار البريطاني العجوز.
وحصلت وكالة اخبار الشيعة على نسخة من كتاب من المرجع الشيرازي الراحل قدس سره الى شعلان أبو الجون وغثيث الحرجان زعيما قبيلة الظوالم بشأن ثورة العشرين الخالدة:
المحروسين بالله شعلان وغثيث سلمهم الله
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فإن إخوانكم المسلمين في بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء وغيرها من أنحاء العراق قد اتفقوا فيها بينهم على الاحتجاج بمظاهرات سلمية وقد قامت جماعة كثيرة بتلك المظاهرات مع المحافظة على الأمنية بوجه واحد، طالبين حقوقهم المشروعة المنتجة لاستقلال العراق انشاء الله تعالى بحكومة إسلامية، وقد بلغنا احساساتكم الإسلامية وتنبهاتكم الوطنية، فالواجب عليكم بل على جميع المسلمين الاتفاق مع إخوانهم بهذا المقصد الشريف وان يرسل كل قطر وناحية بمقصده الى عاصمة العراق بغداد للطلب بحقه متفقاً مع الذين سيتوجهون من أنحاء العراق عن قريب الى بغداد وإياكم والإخلال بالأمنية والتخالف والتشاجر بعضكم مع بعض فإن ذلك مضر بمقاصدكم الإسلامية ومضيع لحقوقكم التي صار الآن أوان حصولها بأيديكم، وأوصيكم بالمحافظة على جميع الملل والنحل التي في بلادكم في نفوسهم وأموالهم وأعراضهم، ولا تنالوا واحداً منهم بسوء، وفقكم الله جميعاً لمراضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.