أثار أحدث تقرير إحصائي صدر في المملكة المتحدة عن حجم هجمات الكراهية ضد المسلمين كثيرا من النقاشات بين مسؤولي المساجد ومديري المراكز الإسلامية في عموم المملكة المتحدة.
وكشف التقرير لأول مرة عن أعداد الهجمات الإرهـ،ـابية التي وقعت بحق المسلمين خلال العام الماضي، وبشكل دقيق، وبذلك تكون أول بيانات رسمية دقيقة عن حجم الهجمات ضد المسلمين في بريطانيا.
وأوضح التقرير أن 45 % من هجمات الكراهية الدينية التي وقعت في العام الماضي كانت موجهة بحق المسلمين، وقبل صدور هذا التقرير الإحصائي بأيام قليلة أعلنت الحكومة البريطانية عن برنامج لتمويل طرق حماية المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا قدر حجمه بـ 24.5 مليون جنيه استرليني، وذلك للمساهمة منها في وضع كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لحماية هذه المساجد والمراكز الدينية.
وأشاد عدد من مسؤولي المراكز الدينية والمساجد في لندن وقيادات دينية في استطلاع لـ”الشرق” بالتقرير الإحصائي، مطالبين الحكومة البريطانية باتخاذ المزيد من الاجراءات والبرامج لحماية المسلمين.
وقال الدكتور داوود عبدالله مدير مرصد الشرق الأوسط البريطاني (MEMO) ، إن هذا التقرير هو الأحدث في قائمة طويلة من التحقيقات المماثلة التي تكشف الطبيعة الراسخة للإسلاموفوبيا في بريطانيا.
واكد على ضرورة التدخل العاجل من قبل الحكومة البريطانية لحماية المساجد وضمان قدرة المسلمين على العبادة بحرية دون خوف أو معوقات، مشيرا إلى أنه لسوء الحظ فإن الحزب الحاكم متأثر بالإسلاموفوبيا من أعلاه إلى أسفله، ما يجعل هذه الآفة تستمر في المجتمع البريطاني،
وأضاف الدكتور داوود عبدالله: “من المؤسف أنه رغم أن الجالية المسلمة تعتبر ثاني أكبر مجموعة دينية في المملكة المتحدة، إلا أن الحكومة تقدم أموالا أقل لتأمين المساجد مما تقدمه لأمن المجموعات الدينية الأصغر في البلاد، وأكد على أن الإسلاموفوبيا مثلها مثل الأشكال الأخرى من العنصرية ترجع أصولها إلى التحيز والتعصب الأعمى والجهل، وما لم يتم القضاء عليها سوف تستمر في تسميم العلاقات الاجتماعية في بريطانيا.