أغلقت محكمة دلهي العليا في الهند قضية ضد سياسيَّيْن، بإقرارها بأنها “لن تعتبر أي خطاب كراهية جريمة إذا قاله الشخص مبتسمًا”.
ويعود تاريخ القضية إلى عام 2020 أثناء الانتخابات في مدينة دلهي، حيث حرّض السياسيان أنوراغ ثاكور وبارفيش فيرما -من حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي- باستخدام القوة ضد المسلمين، وقالا إنهم “غزاة يقتحمون المنازل ويغتصبون النساء ويقتلون الناس”، وفق مصادر إعلامية هندية.
إلا أن قرار محكمة دلهي العليا -الذي تم البت فيه يوم الجمعة 25 مارس/آذار الجاري- لم يرَ في الخطاب تحريضًا على الكراهية والعداء، مُدّعية أن الخطابات التي تُلقى أثناء الانتخابات تختلف عن تلك التي تُلقى في الأيام العادية، وأنه إذا اعتلت وجهَ الشخص ابتسامة أثناء إلقائه خطابه، فذلك لا يُعد تحريضًا أو إساءة.
وقال قاضي المحكمة “إذا تم إلقاء أي خطاب خلال وقت الانتخابات، فهذا أمر مختلف، أما إذا أُلقِي في وقت عادي، فهذا يعني أنك تحرض على شيء ما”.
وأضاف القاضي “إذا قلت شيئًا بابتسامة، فهذه ليست جريمة، إذا قلت شيئًا عدائيًا بغضب، فأنت آثم، علينا أن نتحقق من السياق”.
وأثار هذا القرار موجة سخرية وغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقدت الصحفية والناشطة الهندية المسلمة رنا أيوب القرار واعتبرته شائنًا، مشددة على أن السكوت على مثل هذه الأحكام يمثل تواطؤًا ودعوة صريحة للتطرف.
وانتقد ناشطون القرار، واعتبروا أنه ليس عادلًا ومتحيزًا للحزب الهندوسي، بينما دعا آخرون إلى نشر الحب بين بني البشر بدل الشر والكراهية.
وأرفق السياسي الهندي بانثان خان على حسابه في تويتر رسمًا كاريكاتيرًا يصور مجرمًا في قاعة محكمة هندية، وبيده سكين مخضبة بالدماء، ويقول “لقد قتلته وأنا أبتسم”، في إشارة إلى قرار محكمة دلهي.
وكانت ولايات هندية عدة قد شهدت طوال الأشهر القليلة الماضية أحداثًا ومواقف رافضة لوجود المسلمين في البلاد.
وتعهد متطرفون هندوس يعتنقون أيديولوجية (هندوتفا) بإيذاء المسلمين إذا لزم الأمر لجعل الهند “أمة هندوسية فقط”، وسط تزايد المشاعر المعادية للمسلمين في البلاد.