باحثون وأكاديميون يؤكدون أنّ زيارة الأربعين ظاهرة إنسانية وروحية عالمية

باحثون وأكاديميون يؤكدون أنّ زيارة الأربعين ظاهرة إنسانية وروحية عالمية
أكد باحثون وأكاديميون أن زيارة الأربعين تمثل حدثاً إنسانياً وروحياً فريداً يتجاوز الفهم التقليدي، مشيرين إلى أنها تشكل مدرسة أخلاقية وثقافية ذات بُعد عالمي تحمل رسائل سامية للبشرية جمعاء.
وأوضحوا في أحاديث إعلامية أن الزيارة الأربعينية لا تقتصر على كونها ممارسة دينية أو طقساً تقليدياً، بل هي ظاهرة متجددة تعبّر عن قيم العفة والانضباط والروحانية، إذ يجتمع ملايين الزائرين من مختلف البلدان والجنسيات والثقافات رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، في مسيرة تمتد لمسافات طويلة نحو كربلاء المقدسة، دون أن يُسجَّل أي خلل أخلاقي أو اجتماعي، ما يجعل منها حدثاً استثنائياً يوصف بـ”المعجزة الإلهية”.
وأشار الباحثون إلى أن هذه المسيرة الكبرى تمثل مدرسة متكاملة في الأخلاق والخدمة والتعايش، حيث يعيش المشاركون – لا سيما الشباب – حالة إيمانية خاصة تعبّر عن التمهيد لظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، فيما يشكل العراقيون من خلال ما يقدمونه من كرم وضيافة وإيثار الركيزة الأساسية لإنجاح الزيارة.
وبيّنوا أن الضيافة المقدمة خلال هذه الأيام لا تُعد ضيافة عادية، بل هي آلاف المواكب وسيارات محمّلة بالطعام والفواكه، وخدام يقدّمون كل ما يملكون حبّاً وولاءً للإمام الحسين عليه السلام، وهو ما يمنح لهذه الشعيرة بُعداً إنسانياً جامعاً.
وأضافوا أن زيارة الأربعين، حتى من دون برامج تثقيفية منظمة، تتحول بذاتها إلى “جامعة كبرى” تغذي الشباب بالوعي والإيمان، وتنعكس آثارها في مواقف الشعوب بمواجهة التحديات والمؤامرات، مستلهمة من مدرسة كربلاء مبادئ الوحدة والكرامة.
واختتموا بالتأكيد على أن الأربعين ليست مجرد مسيرة دينية، بل حدث عقائدي وثقافي واجتماعي وسياسي في آنٍ واحد، يجسّد رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) عملياً، وما الحضور المليوني المتنوع إلا دليل على عمق الولاء وانتشاره في العالم.