الأربعين

زيارة الأربعين رمز للكرامة ودرس عميق في الإيثار

موقع “مرآة المسلم”: زيارة الأربعين رمز للكرامة ودرس عميق في الإيثار

سلط تقرير لموقع Muslim Mirror (مرآة المسلم)، الضوء على زيارة الأربعين في كربلاء المقدسة، مؤكدًا تميزها بكونها إحدى أكبر التجمعات في العالم، وبكرم الضيافة والإيثار الفريد من نوعه.
وأشار التقرير، إلى أن الزيارة المليونية التي يشارك فيها مؤمنون من مختلف الجنسيات، يُنظر إليها دوليًا كرمز للكرامة والعدالة ومقاومة الظلم، حيث تعكس القيم التي ضحى من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام).
وبين التقرير أن الزيارة هي تأكيد على الولاء لقيم الحق والعدل والكرامة الإنسانية التي ضحى الإمام الحسين (عليه السلام) بحياته من أجلها.
واليوم، تطورت الأربعينية لتصبح واحدة من أكبر التجمعات في العالم، حيث يتجاوز عدد الزائرين بكثير عدد الحجاج.
ولفت التقرير إلى أن ما يجعل الأربعين فريدًا ليس فقط حجم التجمع الهائل، بل أيضًا كرم الضيافة الذي لا مثيل له والذي يقدمه الشعب العراقي.
وأشار إلى أنه على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء، تتحول المنازل إلى بيوت ضيافة، والمحلات التجارية إلى مطاعم مجانية، وتُنصب آلاف الخيام – المعروفة بالمواكب – لخدمة الزوار ليلًا ونهارًا.
وقال التقرير إن العديد من العراقيين يدخرون دخلهم طوال العام لإنفاقه فقط على خدمة ضيوف الإمام الحسين خلال الأربعين.
حيث تتعاون العائلات، وتجمع القبائل الأموال، ويتنازل الناس عن أرباحهم طواعيةً لضمان عدم نقص أي شيء للزائرين.
وفي وقت يشهد فيه الطلب على السلع ارتفاعًا هائلًا، يوزعها العراقيون مجانًا – الماء والطعام والملابس، وحتى المستلزمات الطبية.
وبين التقرير أن حماس العراقيين في خدمة ضيوف الحسين لا يُوصف، حيث يُمكن رؤية محدودي الدخل وهم يُوزّعون أكياس الماء، والمناديل، وخدمة الإنترنت المجانية للزائرين للتواصل مع عائلاتهم، أو ببساطة يُهيّئون المسافرين المُرهقين تحت أشعة الشمس الحارقة.
وتُمرّر الفتيات الصغيرات أكواب العصير بلهفة للغرباء، بينما يُدلّك كبار السنّ أرجل الحجاج المُنهكين، حتى أولئك الذين يعانون من إعاقات جسدية – مثل مبتوري الأطراف أو مستخدمي الكراسي المتحركة – يُصرّون على المساهمة، فيوزّعون زجاجات الماء أو الحلوى بابتسامات مُشرقة.
ورأى التقرير أن زيارة الأربعين تعد لافتة للنظر أيضًا نظرًا لتوقيتها في السياق العالمي الحالي، ففي وقتٍ يشهد فيه العالم تنامي الاستهلاك والاستغلال والانتهازية، يرفض العراقيون خلال الأربعين عمدًا الكسب المادي، فعندما يكون الطلب مرتفعًا، لا يرفعون الأسعار، وعندما يلوح في الأفق شحّ، لا يكدّسون، بل يتخلّون عن القليل الذي يملكونه.
واعتبر التقرير أنه حتى أفضل بائع لا يضاهي حماس المضيف العراقي خلال الأربعين – ليس للبيع، بل للعطاء بسخاء، وهذا ما يجعل الحج ليس رحلة دينية فحسب، بل درسًا عميقًا في الإيثار والكرم والانتماء للمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى