الإعلام الغربي يتجاهل أعظم حدث ديني في العالم وزيارة الأربعين مسؤوليتنا جميعاً

الإعلام الغربي يتجاهل أعظم حدث ديني في العالم وزيارة الأربعين مسؤوليتنا جميعاً
انتقد ممثل المرجعية الدينية في أوروبا، السيد مرتضى الكشميري، التجاهل المريب من قبل وسائل الإعلام الغربية لزيارة الأربعين المليونية، رغم كونها أعظم تجمّع ديني سنوي يشهده العالم من حيث عدد المشاركين والتأثير الروحي والاجتماعي. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها ضمن فعاليات المشروع التبليغي الخاص بزيارة الأربعين، حيث أكد أن مسؤولية إحياء هذه الشعيرة العظيمة وتعريف العالم بها تقع على عاتق أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
وأوضح الكشميري أن زيارة الأربعين ليست مجرد مسيرة دينية، بل حركة إيمانية عالمية تعبّر عن رفض الظلم والانحراف، وتجسد مبادئ النهضة الحسينية من خلال قيم الإيثار والعدالة والإصلاح، إلا أن الإعلام الغربي يتعمد التعتيم على هذا الحدث، في مقابل تسليط الضوء الواسع على فعاليات فنية أو رياضية أقل أهمية وتأثيراً.
وأشار سماحته إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا التعتيم الإعلامي:
الطبيعة الثورية للزيارة: كونها تعبّر عن ولاء صادق للإمام الحسين (عليه السلام) ولثورته ضد الطغيان والفساد، ما يجعل بعض الأنظمة والدوائر الإعلامية العالمية غير مرتاحة لهذا النوع من الرسائل المناهضة للاستبداد.
الجهل الممنهج بالفكر الشيعي: الثقافة الغربية تتعامل مع التشيّع بكثير من التحفظ وسوء الفهم، نتيجة حملات تشويه إعلامية جعلت من هذا المذهب عرضة للاتهامات الظالمة، في الوقت الذي يغيب فيه النموذج الإنساني المشرق الذي تمثله زيارة الأربعين.
ضعف التبليغ والتقصير الداخلي: إذ لم يتم توظيف الإمكانيات الإعلامية الحديثة بالشكل المطلوب لإبراز هذا الحدث العالمي، مطالباً بإنشاء مؤتمرات ومراكز إعلامية متخصصة لتقديم زيارة الأربعين بلسان عالمي وإنساني.
وأكد السيد الكشميري أن الغرب يعاني اليوم من قلب في موازين القيم، حيث تُحتفى أحداث الترف واللهو بينما تُغفل قضايا عظيمة كزيارة الأربعين، التي لو قُدّمت للعالم بلغة الضمير الإنساني لكانت محل دهشة وتقدير عالمي.
وختم كلمته بالدعوة إلى الوعي الجماعي، وتحمل المسؤولية في إيصال رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى البشرية، مشدداً على أن زيارة الأربعين هي كنز روحي وإنساني لا ينضب، وعلى الجميع أن يعملوا لحمايته من التشويه أو الإفراغ من محتواه.
وقال: “زيارة الأربعين مسؤوليتنا جميعاً، علينا أن نترجمها إلى لغة العالم، لا أن نبقيها محصورة في الإطار الطائفي أو العاطفي الموسمي، فهي دعوة إنسانية خالدة لإحياء الضمير ومواجهة الظلم، ولابد أن نؤدي حقها كما أرادها الإمام الحسين (عليه السلام).”