الأربعين

الكرم العراقي في زيارة الأربعين.. عبادة تُجسّد الإيمان وتُلهم العالم

الكرم العراقي في زيارة الأربعين.. عبادة تُجسّد الإيمان وتُلهم العالم

في مشهد إنساني وإيماني قلّ نظيره، يواصل الشعب العراقي تقديم أروع صور الكرم والبذل خلال زيارة الأربعين، حيث تتحول الطرق المؤدية إلى كربلاء إلى أنهارٍ من العطاء والخدمة، تقودها مواكب حسينية ومبادرات فردية تعبّر عن إيمان راسخ بأن خدمة زائر الإمام الحسين (عليه السلام) عبادة سامية، لا تقلّ عن الزيارة نفسها في الأجر والمقام.
من جنوب العراق حتى كربلاء، يصطف أصحاب المواكب والمتطوعون لتقديم الطعام، والرعاية الصحية، والسكن، وكل ما يحتاجه الزائر، بروح من التواضع والإيثار قلّ أن تجد لها مثيلاً في العالم. هذا الكرم اللا محدود لا ينبع من وفرة المال، بل من غنى الروح، وإيمان عميق بأن “قضاء حاجة الزائر خير من حجة”، كما ورد في الروايات الشريفة.
الزيارة التي باتت تُعدّ أكبر تجمع ديني سلمي في العالم، تتحقق فيها معجزة تنظيمية وإنسانية سنوية، دون تدخل مؤسساتي رسمي، بل بجهود شعبية تطوّعية تُدار بالإيمان، وتُحرّكها محبة الإمام الحسين (عليه السلام).
وقد أكدت العديد من الدراسات والمراقبين الدوليين أن ما يُقدّمه العراقيون من خدمة لزائري الأربعين يضاهي، بل يتجاوز، ما قد تقوم به حكومات في تنظيم الفعاليات الكبرى.
وهكذا، أصبح الكرم العراقي في الأربعين أكثر من عادة اجتماعية، بل رسالة حضارية مفتوحة للعالم: أن الإنسان يُقاس بما يمنح، لا بما يملك. وأن في حبّ الحسين عليه السلام، تتجسد أعظم معاني العطاء والتفاني والكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى