زيارة الأربعين ظاهرة حضارية تتجاوز الطقس الديني إلى الهوية الإنسانية

دراسة تحليلية: زيارة الأربعين ظاهرة حضارية تتجاوز الطقس الديني إلى الهوية الإنسانية
كشفت دراسة تحليلية بعنوان “الزيارة الأربعينية: الرمز والمجتمع” عن أبعاد سوسيولوجية وروحية عميقة لهذه الشعيرة الدينية الكبرى، معتبرة أنها لم تعد مجرّد ممارسة شعائرية، بل تحوّلت إلى ظاهرة إنسانية وثقافية تتحدى الزمان والمكان.
وسلطت الدراسة الضوء على التحوّل السلوكي الذي يطرأ على المجتمع خلال أيام الزيارة، حيث تسود قيم الكرم والتسامح والتكافل، في مشهد جماعي يصفه الباحث بأنه “ثورة أخلاقية تتكرّر سنوياً”. كما انتقدت تغييب الإعلام الغربي لتغطية هذه الظاهرة رغم عالميتها، مشيرة إلى تساؤلات صحف أجنبية حول كيفية إطعام ملايين البشر دون فوضى أو مقابل.
وتناول القسم الثاني من الدراسة مفهوم “الزمن المقدس”، موضحاً أنه نتاج لحاجة جماعية للعدالة، وأن الرموز الدينية مثل الإمام الحسين (عليه السلام) تُجسّد الخلاص الجمعي في مواجهة السلطة الزمنية الجائرة.
أما القسم الثالث، فاستعرض الجذور التاريخية والأسطورية للأربعينية، وأعادها إلى معتقدات سومرية وبابلية، فضلاً عن تقاطعات علمية حول رمزية الرقم 40 في النضج البشري والانتقال الروحي.
واختتمت الدراسة بالقول إن الأربعين أصبحت “هوية ثقافية ورسالة حضارية”، داعية إلى دراستها كظاهرة اجتماعية – دينية مستقلة، لا يمكن تجاهلها أو اختزالها.