الأربعين

مجلة “سافور” العالمية تسلّط الضوء على الكرم الحسيني والخدمات المجانية

مجلة “سافور” العالمية تسلّط الضوء على الكرم الحسيني والخدمات المجانية

في قلب كربلاء المقدسة، حيث تهتز الأرض تحت أقدام أكثر من 22 مليون زائر من مختلف قارات العالم، سجّلت مجلة “سافور” العالمية المختصة بثقافة الطعام، تقريرًا مطولًا عن الأربعينية الحسينية، واصفةً إياها بـ”الحدث الأضخم في عالم الكرم الجماعي والطعام المجاني”.
وركّز التقرير، الذي أعدّه الصحفي البريطاني ريتشارد كوليت، على جانب استثنائي من زيارة الأربعين لا يُشبهه شيء في العالم: ملايين الوجبات التي تُحضَّر وتُقدَّم يوميًا بلا مقابل، وبلا سؤال عن دين أو جنسية، في واحدة من أبهى صور العطاء الإنساني.
ووثّق التقرير تفاصيل المأدبة الكربلائية المفتوحة: أفران طينية لا تهدأ، وقدور نحاسية هائلة تغلي بالمرق، وموائد تمتد على مدّ البصر، تديرها نساء ورجال وشباب وكهول، كلّهم يتحولون إلى خَدَمة زائرين، في مشهد يجعل من مدينة كربلاء مطبخًا عالميًا ينبض بالمحبة والوفاء.
وأشار كوليت إلى أصناف الطعام التي تُقدَّم، من الشاورما العراقية والمرق والدولمة، إلى أطباق “الباجة” والمخلمة والفاصوليا، دون أن يغيب العصير الطازج والقهوة العراقية عن المشهد، وكل ذلك يجري في أجواء روحانية تحيل الكرم إلى عبادة، والطعام إلى لغة محبة.
ورصد التقرير لقطات مؤثرة من أرض الواقع، بينها مشهد رجل مسنّ يروّح بكرتونة على الزوّار وسط حرارة الشمس، وآخر يغسل أقدام الزائرين، ونساء يطبخن بعيون دامعة، مؤكدًا أن “الكرم في الأربعين ليس استعراضًا، بل فلسفة حياة يُذوّب فيها الفرد أناه، ليصبح خادمًا في موكب الحسين”.
وختمت المجلة تقريرها بالتأكيد أن الأربعين ليست مجرد طقس ديني، بل أعظم تظاهرة إنسانية سنوية على وجه الأرض، يتلاقى فيها العقيدة والسخاء، والمشي والعطاء، لتُكتب قصة حضارة حيّة، لا تنكسر بالجراح، ولا تموت مع الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى