الأربعين

الحسين عليه السلام… قائد ثورة ضد العدمية وفوضى الحداثة

مقال بحثي: الحسين عليه السلام… قائد ثورة ضد العدمية وفوضى الحداثة

في سياق تحليلي فكري يستعيد معاني الثورة الحسينية خارج إطارها التقليدي، نشر الشيخ مرتضى معاش مقالًا بحثيًا بعنوان “الحسين عليه السلام… قائد الثورة ضد العدمية والجهالة”، ركز فيه على أبعاد النهضة الحسينية كمشروع تحرّري ثقافي عابر للزمن، يستنهض الإنسان في مواجهة الاستلاب الروحي والضياع الوجودي في العصر الحديث.
ويؤكد المقال أن عاشوراء لم تكن لحظة تاريخية عابرة، بل وعيًا دائمًا في وجه ما يسميه بـ”الجهالة الغالبة”، حيث تُغلف الحداثة قشور الحياة وتُنتزع هوية الإنسان تحت سطوة الشاشات والسلع والأنماط الاستهلاكية.
ويرى الشيخ معاش أن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يقد ثورة سيوف فحسب، بل انتفاضة ثقافية تستهدف تحرير الإنسان من “عبودية اللاشيء”، من الاستغراق في الماديات، ومن الخضوع لهيمنة الترفيه الفارغ والتفاهة المعولمة، مؤكدًا أن زيارة الأربعين، وإحياء الشعائر الحسينية، ليست مجرد مناسبات، بل لحظات يقظة تُعيد تشكيل الإنسان، وتحرره من اغتراب الحداثة.
ويضيف المقال أن الغزو الثقافي المعاصر لا يأتي عبر الحروب، بل من خلال الهواتف الذكية، والإعلام، والموضة، التي تسعى إلى خلق نموذج إنسان مفرّغ من القيمة والوعي. وفي مواجهة هذا الواقع، تُمثل كربلاء – وفق المقال – مشروعًا لاستنقاذ الإنسان، لا جيلاً بعينه، من الانجراف نحو “العدمية الحديثة”.
ويشدد الكاتب على أن الشعائر الحسينية تُحارب اليوم لأنها تعبّر عن مقاومة فكرية حقيقية، ترفض التبعية، وتُنتج إنسانًا يعرف نفسه وهدفه، ويدرك أن الدين ليس طقوسًا بل إصلاح ووعي حضاري.
ويختم المقال بالقول إن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن رمزًا للتضحية فقط، بل قائدًا لمشروع استنهاض الوعي، حيث تتحول زيارة الأربعين إلى معراج روحي، وصوت حضاري يواجه التفاهة والظلم ويعيد الاعتبار لمعنى أن يكون الإنسان حراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى