الأربعين

زيارة الأربعين وأثرها الفكري في قوام فكر الشباب

دراسة بحثية حديثة حول زيارة الأربعين وأثرها الفكري في قوام فكر الشباب

تناولت دراسة بحثية نُشرت في “مجلة الشباب” بعنوان “زيارة الأربعين وأثرها الفكري في قوام فكر الشباب”، للباحثين حازم كاظم صياح التميمي ومظفر حليم فرحان الزبيدي، البعد الفكري والروحي لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ودورها المحوري في تشكيل وبلورة وعي الشباب في المجتمعات الإسلامية. وقد سلطت الدراسة الضوء على التأثير العميق لهذه الزيارة السنوية في بناء منظومة فكرية وأخلاقية لدى جيل الشباب، تتصل بجذور الانتماء العقائدي والهوية الثقافية.
وركّز الباحثان على أن زيارة الأربعين لا تمثل مجرد مناسبة شعائرية، بل تُعد محطة فكرية وروحية تسهم في إعادة صياغة المفاهيم التي يحملها الشباب عن القيم، والمبادئ، والانتماء الحضاري، مستلهمةً روح التضحية التي تجسدت في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام). فالزيارة بما تحمله من حشد مليوني، وتعبئة وجدانية، وظروف استثنائية من التفاعل الروحي والفكري، تُعيد بثّ مفاهيم المقاومة للظلم، والانتصار للحق، وتغرس في الأذهان صورة حيّة لمفهوم القيادة الإلهية العادلة.
وترى الدراسة أن هذا الحدث الديني ينجح في إحياء الذاكرة التاريخية لدى الزائر، لا سيّما الشباب، ويجعل من واقعة كربلاء نموذجًا للتأمل، والتفاعل، والاستلهام، الأمر الذي يسهم في تحصين الشباب فكريًا في مواجهة التيارات الفكرية الوافدة. وتُبرز الدراسة كيف أن هذا الإحياء السنوي يشكّل لحظة وعي جماعي، يُنتج خطابًا يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الشباب مساحة للتفكّر في قضايا الأمة ومواقفها المصيرية.
كما ناقشت الدراسة الأثر الثقافي والاجتماعي للزيارة في تعزيز حالة التماسك بين الأفراد، حيث يختبر الزائر الشاب في هذا الطريق تجربة جماعية تصقل روحه وتُنمّي شعوره بالمسؤولية والانتماء. ومن هنا، خلص الباحثان إلى أن زيارة الأربعين باتت تمثل مشروعًا متكاملًا في التربية الإيمانية والفكرية، ومصدرًا لإعادة إنتاج الوعي الجمعي في ضوء مبادئ النهضة الحسينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى