العالم

المسلمون في إيطاليا: نريد مقابر لدفن موتانا

تزايدت الأصوات في صفوف المسلمين بإيطاليا مطالبةً بتوفير أماكن مناسبة لدفن موتاهم الذين ارتفعت أعدادهم في الآونة الأخيرة بسبب تفشي فيروس كورونا في إيطاليا، حيث فاق عدد الضحايا 33 ألف قتيل وتجاوزت الإصابات مئتي ألف حالة.

 

 

تزايدت الأصوات في صفوف المسلمين بإيطاليا مطالبةً بتوفير أماكن مناسبة لدفن موتاهم الذين ارتفعت أعدادهم في الآونة الأخيرة بسبب تفشي فيروس كورونا في إيطاليا، حيث فاق عدد الضحايا 33 ألف قتيل وتجاوزت الإصابات مئتي ألف حالة.

ورصدت صحيفة لاريبوبليكا تلك الأصوات بالإشارة إلى أنها باتت تعكس مدى اندماج تلك الجالية التي يقدر عددها بحوالي 2.6 مليون نسمة، وهو ما يشكل 4.3% من سكان إيطاليا.

 ويحمل 44% من هؤلاء المسلمين الجنسية الإيطالية، بينما يحمل الباقون “56%” جنسيات البلدان التي ينحدرون منها.

وطفت أزمة دفن المسلمين في إيطاليا إلى السطح مع تفشي فيروس كورونا على خلفية قرار السلطات إغلاق الحدود البرية والبحرية ووقف حركة الطيران، حيث بات غير ممكن نقل جثامين المسلمين لدفنها في بلدانهم الأصلية، وهو ما كان معمولا به في غالب الأحيان قبل الجائحة.

وقال مدير المركز الإسلامي التابع لمسجد روما الكبير، عبد الله رضوان، إنه بسبب حالة الإغلاق بات متعذرا نقل جثامين المسلمين لتوارى الثرى في موطنها الأصلي، وهو ما خلق متاعب لذويهم وأقاربهم في ظل غياب أماكن كافية في مختلف أنحاء البلاد لدفنهم وفق تعاليم الإسلام.

وساقت الصحيفة حالة هيرا إبراهيم وهي شابة مسلمة من مقدونيا تقيم في بلدة قريبة من مدينة بريشيا في محافظة لومبارديا (شمال إيطاليا) اضطرت للاحتفاظ بجثمان أمها في البيت أكثر من 12 يوما، لأنه تعذر عليها العثور على مكان مناسب لدفنها.

وترى الصحيفة أن دفن أموات المسلمين بات مشكلة حقيقية بالنظر إلى المعطيات ذات الصلة حيث تشير الأرقام إلى أنه من أصل ثمانية آلاف بلدية، توفر العشرات منها فقط أماكن مناسبة لدفن المسلمين، سواء في المقابر البلدية أو في أماكن مجاورة لها.

وتم إنشاء أول مقبرة للمسلمين بإيطاليا عام 1865 في مدينة تريستي في شمال شرق البلاد. وفي العاصمة روما تم إنشاء مقبرة فلامينيو عام 1974 وفق اتفاقية بين بلدية المدينة ومسجد روما الكبير.

لكن هذا الفضاء بات غير قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة من الموتى المسلمين الذي ارتفع عددهم أخيرا بسبب جائحة كورونا، وبسبب ذلك تم تشييد مقبرتين خاصتين بالمسلمين في مدينتي فروزينزني ورييتي “وسط البلاد”.

ويقول رضوان إن تلك الفضاءات مجتمعة لا تكفي لدفن جثامين المسلمين، وأمام هذا الوضع ضاعفت هيئات إسلامية كثيرة تحركاتها واتصالاتها بالجهات الإيطالية المعنية لحل المشكلة.

وقال رئيس اتحاد الجاليات المسلمة في إيطاليا ياسين لفرم إن الاتحاد قدم أخيرا 150 طلبا لفتح فضاءات جديدة في مقابر البلديات لدفن الموتى المسلمين واستجابت 18 بلدية لمطالب الاتحاد، وأعرب عن تفاؤله بتجاوب بلديات أخرى في المستقبل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى