الإعلام الشيعي

مغامر عراقي يحلق براية الثأر الحمراء فوق سماء الزائرين استذكارا للفاجعة ووفاء للشهداء .

الطيار العراقي الشاب حسين الشيحاني يَقدم على واحدة من الممارسات العصرية التي حاول عن طريقها تصدير مبادئ الثورة الحسينية

لا تزال فاجعة كربلاء غضة متجددة وحاضرة لدى الجميع في كل الأزمنة والأمكنة . إنها ورغم  مرور كل هذه القرون الطويلة التي فصلت بين إنساننا العصري هذا وتفجير ثورة الحسين عليه السلام ، لا تزال صك اليقين الذي يصدّق رسالة السماء المحمدية التي طالما حاولت قوى الشر في العالم محقها عبر تكنولوجيتها وتقنياتها المتطورة ، وبعد أن تحضر قضية الإمام الحسين وتظهر للعالم بوسائل المحاربة ذاتها ؛ يصل العالم إلى حقيقة مفادها أن ديناً فيه الحسين سلام الله عليه ، لا يمكن أن يكون مُبَتَدعاً ! ومن الصعب جداً محقه بهذه السهولة . 

الطيار العراقي الشاب حسين الشيحاني يَقدم على واحدة من الممارسات العصرية التي حاول عن طريقها تصدير مبادئ الثورة الحسينية عبر رحلة جوية أطلق عليها شعار ” رحلة الوفاء للشهداء من النجف إلى كربلاء ” ، بواسطة طائرة شراعية حلق من خلاله في سماء محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، وهو يحمل راية الثأر الحمراء ، خُط عليها شعار “لبيك يا حسين” التي راحت ترفرف فوق الجموع المليونية للزائرين الوافدين سيراً على الأقدام إلى مرقد الإمام الحسين عليه السلام حيث مراسيم زيارة الأربعين . 

حسين علي الشيحاني شاب من مواليد 1972 من محافظة بغداد ، درس العلوم السياسية فيها ، وتلقى دورات عديدة في الطيران فضلاً عن عمله على تطوير بعد الطائرات . 

ولأن الرسم والخط من اهتماماته أيضا؛ عمد الطيار الشاب “حسين” إلى رسم وخط الراية الحمراء التي رفعها خلال رحلته هذه . 

بعد ان رفع الشيحاني العلم العراقي واعلام الحشد الشعبي في المناطق المحررة من دنس الإرهاب الداعشي ، الا أن تجربته هذه تعد الأولى في رفع راية الثأر الحمر للإمام الحسين عليه السلام سيما وأنها ترفع في اكبر تجمع بشيري ديني وشعائري ، إذ تبدأ رحلة مغامرنا الشيحاني هذه بواسطة طائرة “البارو موتور” الشراعية  من معسكر الفوج الثاني  لواء 30 بالقرب من العمود رقم (46) في محافظة النجف الأشرف، حيث تعد المنطقة واحدة من المناطق المكتظة بالزائرين المتوجهين سيراً على الأقدام إلى كربلاء، ومراعاةً لحركة الرياح والتقلبات الجوية هناك ؛ تحرك “حسين” باتجاه مقبرة “وادي السلام” في النجف الأشرف ومن ثم انطلق منها إلى كربلاء مع حركة الزائرين على الأرض، لتكون أولى استراحاته في يوم الثلاثاء قرب العمود رقم (285) حيث قدم عرضاً تخللته ارتفاعات وانخفاضات عبر الطيران وبعض الحركات الفنية فيه . 

وفي يوم الأربعاء انطلق “حسين” مجدداً لإكمال رحلته في يومها الثاني من العمود رقم (1185) ليستريح مرة أخرى في احدى المقرات العسكرية لأحدى السرايا التابعة للحشد الشعبي . 

وتجنباً لأي عقبات جوية ومناخية خلال الرحلة استخدم الطيار الشاب مؤشرات جوية بدائية كان يرصد من خلالها حركة الرياح وسرعتها والتقلبات الجوية الأخرى ، فضلا عن اعتماده على نشرات الأنواء الجوية عبر الانترنت ليتمكن من أكمل الرحلة بسلام دون حدوث أي طارئ . 

ويتحدث حسين الشيحاني للموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة عن الهدف المرجو من وراء هذه الممارسة قائلا، إنه “بات من الضروري استخدام كل ما هو حديث وعصري لخدمة كل ما هو أصيل من شعائرنا الحسينية ” ، ثم مضى حسين مؤكداً ، أن ” هذه الممارسة لا تعد شعيرة بحد ذاتها، وإنما واحدة من الوسائل التي وظّفت لخدمة الشعائر الحسينية“. 

ويقول الطيار الشاب انه لم يتمكن من حبس دموعه وهو يحلق فوق الزائرين وقد أيقن أن وسط هذه الجموع عدد كبير من الاشخاص الذين قدموا احبتهم شهداءً للعقيدة والوطن، خصوصاً وأن حسين يستشعر ذلك جيداً لأنه هو الآخر فقد بعضا ممن ساكنه بيته أخا مرة وأبنة مرة اخرى ، وأم في ثالثة ؛ فداء للدين والوطن . 

ويشير حسين إلى أن هذا الشعور والتفاعل مع أرواح شهداء الزائرين أسهم كثيراً في زوال المخاوف من الأخطار التي ترافق أي طيار شراعي وهو يقدم على أي رحلة من هذا النوع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى