حدیث الصور

كربلاء المقدسة: مواكب عزاء خاصة بالأطفال لإحياء ذكرى عاشوراء+صور

إذ جالت في شوارع وازقة مدينة كربلاء ومنطقة ما بين الحرمين والعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية مجاميع من الفتية والاطفال

 

لم تقتصر إحياء مراسيم عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام على شريحة معينة، فبين كبيرا وصغير ، رجل وامرأة ، شيبة وشباب ، سليم وعليل ، وكان للصغار منهم نصيب .

إذ جالت في شوارع وازقة مدينة كربلاء ومنطقة ما بين الحرمين والعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية مجاميع من الفتية والاطفال بطقوسهم الولائية كتقليد سنوي بحسب ما نشر موقع العتبة الحسينية.

فمنذ صبيحة اليوم الاول من محرم الحرام لهذا العام لوحظ بشكل جلي مشاركة هؤلاء البراعم والأطفال في مواكب العزاء لمصيبة سيد الشهداء ابا الاحرار (عليه السلام) ، فبين من يحمل آواني الورد والعطر والحناء ، ومن يشارك في السرد الدرامي للواقعة عبر “التشابيه” ، وبين من يحمل الطبل او الزنجيل ، او من يلطم على الرأس والصدر ، توزع هؤلاء الفتية الحسينيون معبرين عن التزامهم الثابت بخط الحسين (عليه السلام) وولاءهم المطلق لأهل البيت عليهم السلام، إذ إنهم ـ ومنذ حلول شهر محرم الحرام ـ باتوا طاقة ابداعية وولائية بل وحتى خدمية كبيرة ومثمرة عبر مشاركتهم بالمواكب الحسينية المنتشرة في انحاء المدينة المقدسة .

إذ يعّد توظيف منظر الاطفال والصبية في تراجيديا الطف هو الاكثر اثارة ، وهو ما حرص عليه الاباء والامهات في العوائل المؤمنة، بتنشئة صغارهم بل وحتى رضعهم على الطقوس العاشورائية سيما لبس السواد منها وارتداء الأوشحة فضلا عن المشاركة في اللطم وسماع المواعظ الإرشادية والتثقيفية ـ الدينية منها والأخلاقية ـ كتأكيد منهم على التزام المبادئ الحقة ، ناهيك عن زرع القيم الفاضلة من تضحية وايثار في نفوسهم وهم صغار ـ باستثمار عفويتهم ـ كي تكون اكثر ركوزا في كبرهم .

وقد اعتادت المواكب الكبيرة على تنظيم مسيرات خاصة بالأطفال والصبية، تسير جنبا الى جنب مع مواكب الكبار منهم وبشكل منظم ومنسق، ليرددوا من خلالها شعارات وعبارات تشدهم لخطى آل البيت سيما الصغار منهم كرقية وعبد الله الرضيع ( عليهما السلام ) .

هذا ويأتي زخم هذه الظاهرة ـ ظاهرة حضور الاطفال في مواكب العزاء ـ وتزايدها عام بعد عام ، كنوع من التربية والتنشئة اللازمة للحفاظ على القيم والمثل التي نادى بها وحمل لواؤها الأئمة المعصومين سيما الحسين الشهيد (عليه السلام) عبر ثورته الخالدة ، مما صير هذه الطقوس شعلة متقدة في نفوس الموالين رغم عاديات الزمن ـ تضيء لهم دروبهم وتثورهم للإصلاح .

جدير بالذكر ، إن هذه المواكب ـ ومنها مواكب عزاء الأطفال ـ ما زالت في توافد كبير وبانسيابية تامة منذ بداية شهر محرم الحرام حتى إتمام مراسيم هذه الزيارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى