المرجعية

المرجع الشيرازي يلقي كلمته بمناسبة شهر رمضان العظيم ويؤكد وجوب تبليغ ولاية الامام علي وتبرئة الإسلام مما يُرتكب باسمه

القى سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”، كلمة بجموع العلماء والمبلغين بمناسبة شهر رمضان العظيم 1438 للهجرة، موكدا ان من الواجب على الجميع اليوم تبليغ ولاية امير المؤمنين “عليه السلام”، وتبرئة الإسلام مما يُرتكب باسمه.

 

القى سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”، كلمة بجموع العلماء والمبلغين بمناسبة شهر رمضان العظيم 1438 للهجرة، موكدا ان من الواجب على الجميع اليوم تبليغ ولاية امير المؤمنين “عليه السلام”، وتبرئة الإسلام مما يُرتكب باسمه.

وقال سماحته في كلمته التي القاها بجموع المبلغين في بيته بمدينة قم المقدسة، “بعد انتهاء الخطبة الشريفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في استقبال شهر رمضان العظيم، سأل الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): أي الأعمال أفضل في هذا الشهر؟ فقال (صلى الله عليه وآله): الورع عن محارم الله”، مضيفا ، ان “للورع بعدين، الأول، بناء النفس، فعلى الإنسان أن يسعى إلى تنمية نفسه وبنائها، مهما كان مستواه، والثاني: تبيلغ دين الله تعالى، الذي يشمل القرآن الكريم، وأهل البيت (صلوات الله عليهم) وهذا البعد هو واجب كفائي، وإن لم يك من فيه الكفاية صار واجباً عينيا”ً.

كما دعا سماحته، “اوصي الشباب كافّة بالالتزام بقراءة وحفظ دعاء الصباح، وقد جاء في هذا الدعاء الشريف، (وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان فقد وکلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان)”، مبينا “ففي هذا الدعاء وبعض الأدعية الأخرى، جعلت النفس والشيطان جنب بعض، وهذا يعني أنهما وسيلتين للامتحان الإلهي، فإذا لم يتم التحكّم بالنفس والسيطرة عليها، فستحترق دنيا الإنسان وآخرته، وهذا ما يريده الشيطان”.

واوضح سماحته، “قد جعل الله تبارك وتعالى للأمان من هذين الخطرين، سببان للسعادة، وهما: أولياء الله تعالى والعقل، فعلى الإنسان أن يسعى للاستفادة من هذين السببين، للأمان من عذاب الله تعالى، والخذلان، وشهر رمضان العظيم خير فرصة في هذا المجال”.

واشار سماحته، “إذا راجعنا التاريخ نجد اناساً استقاموا في جهاد النفس ومقارعة الشيطان، وضمنوا السعادة الأبدية لهم، ومنهم ابن أبي عمير الذي أوصيكم بقراءة تاريخ حياته بدقّة”، موضحا “وبالمقابل يوجد أشخاص، وبسبب الغفلة عن النفس والشيطان، أصيبوا بالشقاء الأبدي، ومنهم علي بن أبي حمزة البطائني الذي قال بحقّه الإمام “صلوات الله عليه”: أنّ قبره امتلأ ناراً إلى الأبد، واعلموا انّ علي بن أبي حمزة البطائني كان عالماً لكنه ضلّ”.

وتابع سماحته، “هذا يعني انّه حتى علماء الدين ليسوا في أمان من لسعات النفس والشيطان، فالشيطان الذي أغوى البطائني وأضلّه هو الشيطان نفسه الذي يتربّص بنا جميعاً، وخير زمان لمجاهدة الشيطان هو شهر رمضان العظيم”، مسائلا، “لماذا يبقى البطائني في العذاب إلى الأبد؟ لأنه صنع البدعة في الدين، وابتدع فرقة الواقفية، وصار سبباً لضلال بعض الناس، فهو لم يستفد من علمه”.

واكد سماحة المرجع الشيرازي “دام ظله”، “على علماء الدين أن يتسفيدوا من نور علومهم  قدر ما يستطيعون، فمكائد الشيطان لهذه الفئة من المجتمع، هي أكثر من باقي الفئات”، مشيرا، “ولذا علينا أن نعتبر من مصير البطائني، وأن نعمل في الدنيا ما يمكننا الإجابة عليه في الآخرة، وأن نتركه إن لم يك لدينا الجواب عليه”.

واضاف سماحته، “شهر رمضان العظيم فرصة جيّدة جدّاً لنا نحن الذين نبلّّغ الدين، لتربية أنفسنا، اذ علينا أن نسعى في هذا المجال، وأن ندعوا الله تعالى ونتضرّع إليه، أيضاً، وهذان الأمران مفتاح السعادة، فتربية النفس ونيل مرتبة الورع واجب عيني، يجب على الجميع أن يسعوا إليهما، فالله تعالى هو أرحم الراحمين، وفي الوقت نفسه أشدّ المعاقبين”.

واكد سماحته، “اليوم تبليغ الدين واجب عيني، لأننا نشهد شمولية الفساد المتنوّع، حتى في الدول الإسلامية، وكل الذين يصابون بالفساد هم ليسوا بمقصّرين، بل إنّ سبب فسادهم هو جهلهم بالدين وتعاليمه، وعلينا أن نسعى إلى إيصال تعاليم الدين الأصيل إلى الجميع لكي لا يبقى أحد في جهل وجهالة”.

ودعا سماحته، “مما ينبغي الاهتمام به في ممارسة التبليغ، هو تبليغ ولاية الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)،  ففي الأزمنة الغابرة لم تتوفر إمكانية هذه الممارسة، ولكنها متوفرة اليوم وبأنواع الوسائل، ومنها هو الهاتف المحمول المتوفر عند الجميع، فعبر هذه الوسيلة الصغيرة والبسيطة، يمكن إيصال ولاية الإمام علي (صلوات الله عليه) إلى مختلف نقاط العالم، ولعله يمكن الاستفادة من هذه الوسيلة أسهل من باقي وسائل الاتصال، إذن يجب أن تستفيدوا من كل وسيلة في أيديكم لتبليغ ولاية الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، حتى تكونوا سبباً لهداية الآخرين، والمقصّر هو من يتهاون في هذا المجال”.

 واوضح سماحته، “إن تاريخ حكومة الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، فيها منافع كثيرة للعالم اليوم، بالأخص لحكّام الدول الإسلامية وغير الإسلامية، فإذا وجدتم اليوم في مكان ما من العالم، عدم وجود سجين سياسي، أو تنعّم الناس بالحريّات، فهذه المواهب هي من الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ولكن وعلى طول التاريخ، ظلمت هذه الشخصية الإلهية، وتعاملوا معها بالدعايات المخرّبة وبالتبليغ المخرّب، فعلينا أن نقلّل من مظلومية الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) بتبليغ ولايته”.

هذا ووجه سماحته خطابا الى حكام الدول غير الإسلامية قائلا: “يامن تنادون بالحريّة، تعالوا وتعلّموا الحرية من عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه)”.

وبين سماحته، “الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) هو اليوم أكثر مظلومية من زمانه وفي حياته، لأنه لم يك إمكان التبليغ في زمانه (صلوات الله عليه) وهذه الإمكانية متوفّرة اليوم، ولكن تواجه التقصير، فالمسؤولية في هذا المجال على الجميع، أي كل فرد من أفراد المجتمع هو يتحمّل المسؤولية اليوم”.

وبين سماحته، “يجب أن يكون التبليغ لولاية الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) مقروناً بالبلاغ المبين، لكي لا يبقى عذراً لأحد، فالعالم بحاجة إلى جمال حكومة الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وهذا الجمال يجب إيصاله للعالم، فبهذا الأمر تتوجّه الدنيا وتخطو نحو الإسلام الحقيقي وهو إسلام أهل البيت (صلوات الله عليهم)”، موضحا “يروّج في الدنيا اليوم إسلام بني امية وبني العباس، وما يمارس اليوم من أعمال باسم الإسلام، صار سبباً لابتعاد العالم عن الإسلام. ومن واجب الجميع اليوم، هو تعريف الإسلام الحقيقي للعالمين، لتبرأة جبين الدين الإلهي من هذه الجرائم، فتعالوا أن نستفيد من شهر رمضان العظيم، ومن السنة كلّها، في تعريف الإسلام الحقيقي للعالم”. ويشار الى ان كلمة سماحة المرجع الشيرازي “دام ظله” تم بثها بشكل مباشر عبر مجموعة قنوات الامام الحسين “عليه السلام” الفضائية، وكذلك عبر روابط قناة المرجعية الفضائية، باللغات العربية والانكليزية والفارسية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى