المرجعية

المرجع الديني وحيد الخراساني: الأيام الفاطمية فرصة لإحياء أمر الصديقة الكبرى

القى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني كلمة بمناسبة ذكرى شهادة السيدة الزهراء عليها السلام، قال فيها “إن اقتراب الأيام الفاطمية فرصة لإحياء اسم الصديقة الكبرى، والمحدثة العظمى عليها السلام، وجميعنا لم نعرف فاطمة، وعدم المعرفة هو مقتضى القاعدة، وليس خلاف القاعدة وهذا يعني أن معرفتها غير ممكنة”.

 

القى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني كلمة بمناسبة ذكرى شهادة السيدة الزهراء عليها السلام، قال فيها “إن اقتراب الأيام الفاطمية فرصة لإحياء اسم الصديقة الكبرى، والمحدثة العظمى عليها السلام، وجميعنا لم نعرف فاطمة، وعدم المعرفة هو مقتضى القاعدة، وليس خلاف القاعدة وهذا يعني أن معرفتها غير ممكنة”.

واشار المرجع الخراساني انه ورد في الحديث الشريف: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل فمن كانت أسماؤها (عند الله) فأين مستقر (مسماها) ؟!و(العندية): عند مليك مقتدر غير قابلة للإدراك ! ويستفاد من هذه الرواية أن واضع الأسماء هو نفس الذات القدوسة الإلهية..

وذكر المرجع أسماؤها وقال وكل واحد منها بحر:الأول فاطمة. وقد ورد في التفسير عن سادس الأئمة عليه السلام: إنما: وإنما تفيد الحصر. إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها الثاني: الصديقة الثالث: المباركة. وهذا الإسم ورد في الإنجيل..ولكنها مباركة بأي بركة ؟

واضاف بالعلم الحسني، والشجاعة الحسينية، والعبادة السجادية، والمآثر الباقرية، والآثار الجعفرية، والعلوم الكاظمية، والحجج الرضوية، والجود التقوي، والنقاوة النقوية، والهيبة العسكرية، ومن كان بعث تمام الأنبياء والمرسلين في طريق ظهوره.. هو الآخر.. ثمرة المعصومين من هذه الشجرة الطيبة.هذه هي فاطمة المباركة: إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر..

والطاهرة والزكية والرضية والمرضية والمحدثة والزهراء.ولكل واحد من هذه شرح.وهي الحوراء الإنسية.. ليست إنسية فقط، حوراء في غطاء إنساني..هي المباركة وأي بركة !هي الثمرة التي لها احد عشر جوهرة.. واحد منها هو الذي أعطى الله لنبيه زجاجة يجمع فيها دم ابنه.. ووضعها في قائمة العرش فهي تهتز الى يوم القيامة هذه بركتها.

واشار المرجع وحيد فكيف تكون معرفتها ميسرة؟ نحن نكتفي بهذا الحديث: والرواية في العلل(ج1 ص180)، وسندها في كمال القوة.عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام: قلت: لم سميت فاطمة الزهراء زهراء ؟وفقه هذا الحديث مفصل وموسع جداً، فنعرض منه بقدر الميسور.

فقال: لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته: فمبدؤها هو هذا، مخلوقة ولكن من أي شيء؟ من نور عظمة الله تعالى.

قلتم في الركوع عمراً: سبحان ربي العظيم، فمبدأ (العظيم) منشأ خلق فاطمة عليها السلام: من نور عظمته. من نور الله، ومن عظمة الله. هذا مبدأ خلقتها.فلما أشرقت أضاءت السماوات و الأرض بنورها: أشرقت على كل عوالم الوجود.

وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة لله ساجدين: فقه الحديث يحتاج لبحث مفصل.. يقول أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الملائكة: من ملائكة أسكنتهم سماواتك ورفعتهم عن أرضك، هم أعلم خلقك بك وأخوفهم لك وأقربهم منك..ومن الملائكة من جاوزت السماء السابعة رؤوسهم، وثبتت في الأرض السابعة أقدامهم..هؤلاء الملائكة غشيت أبصارهم وخروا ساجدين لما رأوا هذا النور!

واشار سماحته هذا معنى الزهراء.. وهذا سر عجز الخلق عن معرفتها، كل الخلق، وليس الإنسان وحده.نحن ذكرنا فاطمة عليها السلام عمرنا، لكنا لم ندرك حقيقة هذا الإسم.

وقالوا إلهنا وسيدنا ما هذا النور ؟ينبغي أن تدققوا في فقه الحديث..فأوحى الله إليهم: لمن أوحى الله تعالى ؟لجبرئيل: (علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى)مثل هؤلاء غشيت أبصارهم.. هذا باطن فاطمة عليه السلام..وهنا يحار العقل، أوحى لهم تعالى:

هذا نور من نوري: من يفهم آية النور يفهم ذلك (الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة) المشكاة الزهراء، والمصباح الأول: الإمام الحسن المجتبى، والمصباح الثاني: سيد الشهداء..

نور على نور: النور ذلك الظهور الذي بقي تمام الأنبياء وكل المرسلين في انتظار اشراقه.. يهدي الله لنوره من يشاء..

فالنتيجة أن آية النور فاطمة، والمصباح الأول الحسن بن علي، والمصباح الثاني الحسين بن علي، ونور على نور: ولي العصر آخر أبنائها المعصومين عليهم السلام.

وبعد أن قال: هذا نور من نوري، قال:أسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجه من صلب نبي من أنبيائي: فما أضعه في صلب خير الأنبياء هو سيدة النساء.. سيدة نساء المؤمنين.. سيدة نساء بني آدم.. سيدة نساء أهل الجنة.

ولفهم هذا المطلب.. ينبغي معرفة من هن نساء أهل الجنة ؟إحداهن آسية بنت مزاحم، وهي التي أوتد فرعون يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة وبقيت على إيمانها.. هذه الجوهرة أَمَةٌ للصديقة الكبرى.. أفلا يكون فهم مقاماتها فوق تصورنا؟

أسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجه من صلب نبي من أنبيائي، أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي‏.

النتيجة أن فاطمة لؤلؤة.. كان ما بين العلم الحسني إلى الغيبة الإلهية لولي العصر.. كله جواهر هذه اللؤلؤة، وكانت هذه اللؤلؤة أجر رسالة خاتم الأنبياء.

هذه شمّة من مقام الصديقة الكبرى.هذا كان مبدأ هذه الجوهرة..أما منتهاها.. فقد رأى النبي صلى الله عليه واله فاطمة وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه واله فنزل جبرائيل بقول الله تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى‏.

 هذا فقه الحديث.. أن ما أعطاه الله للخاتم صلى الله عليه وآله هو أثر طحن فاطمة بيديها..ولسوف يعطيك ربك فترضى..البحث مفصل.. والمناسبة القادمة مهمة جداً.. وصاحب العزاء ولي العصر صاحب الزمان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى