المرجعية

المرجع الشيرازي يؤكّد ان تقوى الله وعدم الانجرار وراء الدنيا وزخرفها هي المسؤولية الكبرى

اكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، لرجال دين ان تقوى الله وعدم الانجرار وراء الدنيا وزخرفها هي المسؤولية الكبرى.

 

 

اكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، لرجال دين ان تقوى الله وعدم الانجرار وراء الدنيا وزخرفها هي المسؤولية الكبرى

وقال سماحته خلال استقباله جمع من مسؤولي وطلبة مدرسة السيّدة الزهراء صلوات الله عليها العلمية من مدينة الشهيد الصدر قدّس سرّه، في العاصمة بغداد في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، “الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، ولعل من أبلغ ما ورد في وصف الدنيا على لسان أهل البيت صلوات الله عليهم، هو إنّ الله عزّ وجلّ لم ينظر إلى الدنيا منذ خلقها، وهذا بالنسبة إلى الدنيا عند الله عزّ وجلّ وهو خالق الدنيا، وهذا يدلّ على انّ الدنيا هيّنة كثيراً عند الله تعالى، وأما بالنسبة للبشر، أي نحن، فالدنيا هي قنطرة لنا، واستفادة الإنسان من هذه القنطرة هي أن يعبر من عليها، ولا يدخل أو لايقع في الماء، ويعني انّ الدنيا جسر، وفائدة الجسر هي أن يجعلك تعبر من جهة إلى أخرى”.

وبيّن سماحته، “نحن كم نحتاج في الدنيا إلى ملابس؟ وإلى طعام؟ وإلى ضروريات الحياة؟ فعلينا أن نأخذ من ذلك بمقدار الضرورة، لا أكثر،  فالإنسان لا تهمّه أن ماذا تكون القنطرة، سواء كانت من خشب أو من إسمنت، أو جميلة أو غير جميلة، أو كيف يعبر عليها، فالمهم هو أن يعبر من عليها، فعلى الإنسان أن يأكل ما يحتاجه من الطعام، لا أن يشترط بأن يكون الطعام لذيذاً، فاللذّة لها الحسرة يوم القيامة، فحلاوة الدنيا مرارة الآخرة كما يقول مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه”.

وشدّد سماحته، “نحن أهل العلم مسؤوليتنا أكثر وأكبر من غيرنا عند الله سبحانه وعند أهل البيت صلوات الله عليهم، وكذلك في التاريخ، لأنّه علينا مسؤوليتين: الأولى هي كم نستفيد نحن من هذه القنطرة، وبأيّة نسبة؟ أي بنسبة أربعين بالمئة أو خمسين أو ستين أو ثمانين؟ والمسؤولية الثانية هي التأسّي، فكل واحد منّا نحن أهل العلم، وبمجموع ما نعتقد به، سواء كان هذا المجموع مما نعتقد به عشرة بالمئة أو عشرين أو خمسين، أو كان بنسبة مرجعاً للتقليد. فالناس يتعلّمون منّا، ان خيراً فخير، والعياذ بالله، ان شرّاً فشر. ومن الذين يتعلّمون منّا هم عوائلنا الذين نصلّي معهم ويسمعون كلامنا. والمجال بهذا الخصوص اليوم لا يقتصر على البيت فقط، وعلى المدينة، بل بات اليوم يشمل الدنيا كلّها، وذلك بسبب الفضائيات. أي إنّ الملايين من الناس في العالم يستمعون إلى كلامنا. فكم سيستفيد الناس من هذا الكلام؟ ومن نظرات المتكلّم؟ ومن أسلوبه؟ وتعبيره؟ ومن أدبه في التعبير والكلام؟ فهذا ينعكس على المجتمع كلّه. وهذه هي المسؤولية الكبرى”.

واكد سماحته، “إذن علينا وعليكم أن ننهض بهذه المسؤولية، وذلك عبر تعبئة علمية كاملة، وتقوى حقيقية، حتى يصير المرء كالشيخ الأنصاري وكالشيخ خنفر وكالسيد بحر العلوم وكصاحب الجواهر، وهذا ممكن وبيد الإنسان”.

جدير بالذكر، أنّه بعد إرشادات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، اعتمر العمامة على يدي سماحته، جمع من طلبة المدرسة المذكورة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى