المرجعية

المرجع الشيرازي: كان الأخ المرجع الراحل عظيماً وكنزاً لم يعرف الناس عظمته وقدره

قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، المستبصر بنور أهل البيت صلوات الله عليهم من دولة ألمانيا، أستاذ الجامعة في بيرمنجهام البريطانية اوليفر شاربروت (Oliver Scharbrodt)، وذلك في بيت سماحته المكرّم بمدينة قم المقدّسة. 

 

قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، المستبصر بنور أهل البيت صلوات الله عليهم من دولة ألمانيا، أستاذ الجامعة في بيرمنجهام البريطانية اوليفر شاربروت (Oliver Scharbrodt)، وذلك في بيت سماحته المكرّم بمدينة قم المقدّسة. 

وقال سماحته، اجعل اسمك من اليوم محمد علي. فمحمد يعني انّك مسلم، وعلي يعني شيعي، وسأله سماحته: لأي غرض جئت إلى إيران؟ قال: جئت للزيارة وللبحث. 

وقال سماحته، إنّ البحث مسألة مهمّة جدّاً جدّاً، ويؤكّد القرآن الكريم عليها كثيراً، وكذلك أكّد عليها نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كما في نهج البلاغة، وأنا أبارك لك هذه التوفيقات، ولكن لا تحتكر هذه التوفيقات لنفسك فقط، أي اجعلها أن تؤثّر على الآخرين، بالأخص الشباب في بريطانيا وفي ألمانيا وفي كل مكان تسافر إليه، وشجّعهم على أن يحذوا حذوك.

وقال الضيف: لو سمحتم عندي أسئلة، ومنها أنّني لدي اهتمام خاصّ بفكر أخيكم الراحل السيد محمد الشيرازي، وللأسف انّ الناس في الغرب لا يعرفون عنه شيئاً، ولا عن فكره ولا عن نشاطه، وسؤالي هو: حسب وجهة نظركم، ما هي أهم الخصوصيات من حياة السيد الراحل ومن فكره ونشاطه؟.

قال سماحته: أما عن سبب عدم معرفة الناس للسيد الأخ الراحل، فهو انّ العظماء، في أيّام حياتهم، ودائماً، لا يعرفهم الناس، ومثلهم كمثل الكنوز داخل الأرض، ولا يعرف الكنوز إلاّ أصحاب الاختصاص وأصحاب الفهم. هذا أولاً. وثانياً: يوجد عندنا كتاب يتكلّم عن السيد الأخ الراحل، وسأعطيك نسخة منه، لتقرأه بتأمّل.

وسأل الضيف: لماذا أنتم تدعون مقلّديكم في العالم إلى عولمة القضية الحسينية؟ 

قال سماحته: السبب هو قول نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله: حسين منّي وأنا من حسين. فمعظم الأنبياء قتلوا ولم يك لهم ما كان لرسول الإسلام صلى الله عليه وآله من ذريّة قاموا بما قام به الإمام الحسين صلوات الله عليه. وهذا يعني انّ نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله بقي في التاريخ بسبب التضحيات من الإمام الحسين صلوات الله عليه الذي هو من أبناء ابنته السيّدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها. والتأكيد على الشعائر الحسينية المقدّسة هو تأكيد لبقاء الإسلام من هذه الجهة.

وسأل الضيف: لقد زرت العديد من الحسينيات في الغرب، وكان منها حسينيات مقلّديكم، وبالتحديد حسينيّتكم في لندن، ووجدت فيها روحانية خاصّة، تختلف عن أجواء باقي الحسينيات الأخرى، وهذا ما قاله به حتى من زار حسينيتكم من غير مقلّديكم، فما هو السبب؟.

قال سماحته: السبب هو انّ هذه الحسينيات مرتبطة بكربلاء الإمام الحسين صلوات الله عليه. وكربلاء الإمام الحسين صلوات الله عليه هي مركز الروحانية الإسلامية، ولهذا يكون التأثير.

وأضاف سماحته: أنا أأكّد عليكم بأن تقرؤوا كتاب نهج البلاغة وقراءة شرحه. فالإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه هو ابن عمّ نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله، وزوج ابنته صلوات الله عليها، وأبو السبطين الحسن والحسين صلوات الله عليهما. ولقد حكم الإمام عليّ صلوات الله عليه الرقعة الإسلامية الكبيرة في زمانه لمدّة خمس سنوات، وكانت هذه الرقعة في منطقة الشرق الأوسط اليوم، وممتدّة إلى عمق أفريقيا وعمق أوروبا، وذلك قبل قرابة 1400 سنة. وخلال هذه الخمس سنوات، لم يك في حكومة الإمام علي صلوات الله عليه قتيل سياسي واحد، بينما تجد في كل الحكومات وجود قتلى سياسيين، وبالخصوص في الأزمنة الفائتة. وفي أيّام حكومة الإمام عليّ صلوات الله عليه على تلك الرقعة الكبيرة لم يك عند الإمام حتى سجين سياسي واحد، بينما هل يمكن اليوم أن تجد حتى حكومة واحدة يمكنها أن تدّعي أنّها لا يوجد عندها حتى سجين سياسي واحد.

وبيّن سماحته، خلال حكومته في الخمس سنوات، ما باع الإمام عليّ صلوات الله عليه، حتى شبر واحد من الأرض، لأن رسول الإسلام صلى الله عليه وآله قال: الأرض لله ولمن عمّرها. وهذا يعني انّ الأرض مباحة للبشر، وكل من يستطع أيّ مقدار من الأرض فسيكون هذا المقدار ملكاً له. وهل تجد اليوم حكومة في العالم لا تبيع الأرض؟ ولكن هذا الأمر كان في الحكومة النموذجية والفريدة في التاريخ للإمام عليّ صلوات الله عليه. وكذلك وخلال حكومة الإمام عليّ صلوات الله عليه في خمس سنوات التي حكم فيها على العشرات من دول اليوم، لم يذكر التاريخ انّ شخصاً واحداً مات من الجوع في أيّام حكومة الإمام عليّ صلوات الله عليه.

فسأل الضيف: هل يمكن اليوم أن نوجد مثل هذه الحكومة؟

أجاب سماحته دام ظله: نعم، يمكن إذا ساروا على نهج الإمام عليّ صلوات الله عليه. فاليوم كم يموت في العالم من الناس بسبب الجوع؟ ولكن لم يمت من الجوع حتى شخص واحد في طول سنين حكومة الإمام عليّ صلوات الله عليه. وكذلك لم يذكر التاريخ في طول حكومة الإمام عليّ صلوات الله عليه انّه حتى شاب واحد لم يستطع الزواج لأنّه لا يملك مالاً، وكذلك لم يذكر انّه حتى فتاة واحدة لم تتمكّن من الزواج لأنّها لم تك تملك مالاً. بينما اليوم تجد في العالم كم وكم مليون أعزب وعزبة.

وخاطب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله الضيف الكريم، بقوله: إنّ النهج السياسي الصحيح، والنهج الاقتصادي الصحيح والنهج الاجتماعي الصحيح كان في حكومة الإمام عليّ صلوات الله عليه. فعليك أن تكتب هذه الأمور في الجرائد والصحف وتذكرها في الفضائيات، وادعو الناس إلى تعلّم نهج الإمام عليّ صلوات الله عليه، وإلى سلوك هذا النهج، وهذه مسؤوليتك.

فقال الضيف: هذه مسؤولية كبيرة.

قال سماحته: لكنّك إنسان، وإنسانيّتك تفرض عليك أن تتحمّل هذه المسؤولية. وأنت كإنسان اخدم البشر في المستقبل بالدعوة إلى نهج الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.

ثم ختم سماحته دام ظله، حديثه القيّم، وقال: أنا سعيد بلقائك، وشكراً لك.

جدير ذكره، انّ اوليفر شاربروت حالياً هو أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة بيرمنجهام البريطانية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى