المرجعية

المرجع الشيرازي: درجة المؤمن بالجنة بمقدار ما يتحمّله من معاناة لأجل أهل البيت

قام جمع من المؤمنين من ألمانيا، أعضاء حسينية أهل البيت صلوات الله عليهم، من مدينة ديسبورغ بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، في الحادي عشر من شهر شوال المكرّم1437للهجرة (16/7/2016م)، واستمعوا إلى إرشاداته القيّمة، حيث قال سماحته: 

 

 

قام جمع من المؤمنين من ألمانيا، أعضاء حسينية أهل البيت صلوات الله عليهم، من مدينة ديسبورغ بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، في الحادي عشر من شهر شوال المكرّم1437للهجرة (16/7/2016م)، واستمعوا إلى إرشاداته القيّمة، حيث قال سماحته: 

الدنيا أدوار ومواقف. وفي زمن الأئمة صلوات الله عليهم، أدّى الشيعة أدوارهم ومواقفهم. فأحدهم صعد في أدواره ومواقفه، وواحد صعد أكثر، وثالث صعد أكثر وأكثر، وآخر صعد كثيراً. وذلك على حسب ثلاثة أمور، هي:

الأول: النيّة: أي الإخلاص والتوجّه إلى الله تعالى وأهل البيت صلوات الله عليهم.

الثاني: النشاط: فأحدهم عمل ونشط عشر ساعات، وآخر خمس ساعات، وواحد ثلاث ساعات، وآخر إحدى عشرة ساعة.

الثالث: المعاناة: أي كم كان صبوراً في المشكلات، وكم تحمّل المشكلات في سبيل أهل البيت صلوات الله عليهم، وكم كان عند الصبر في لملمة الشباب، أي شباب الشيعة. 

وأوضح سماحته: يقول القرآن الكريم عنكم وعنّا وعن كل مؤمن في كل زمان: (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ) سورة آل عمران: الآية163. فليحاول كل واحد منكم أن لا يقتنع بالدرجة القليلة بالنسبة للأمور الثلاثة أعلاه. فحياتكم في الىخرة تبنوها في الدنيا. فمهما كان لديكم من إخلاص فأكثروا منه. ومهما كان عندكم نشاط فزيدوا منه. وكذلك تحمّلوا المعاناة أكثر وأكثر.

وشدّد سماحته بقوله: اعلموا ان المهم جدّاً هو لملمة شباب الشيعة في كل مكان. فلا يضيعوا ولا يفلتوا، بالأخص شباب أقاربكم ومعارفكم. فتقرّبوا إلى الشباب وصادقوهم، وشجّعوهم ورغّبوهم على الحضور في الفعاليات والمشاركة في البرامج. وعلى سبيل المثال: بالحضور في الحسينيات. فالمهم بالدنيا هو مثل هذه الأعمال، وليس ماذا يأكله الإنسان، وماذا يلبس، وكم كانت سنين عمره. بل المهم هو ما تقدّمونه من عمل لله تعالى ولأهل البيت صلوات الله عليهم.

وبيّن سماحته، أيضاً: إنّ أبي ذر رضوان الله تعالى عليه وسلام الله عليه، وفي سبيل كلمة واحدة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وآله، وهي بأن يتبع علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، رأى من المعاناة كثيراً، كان منها ما لاقاه من الأذى والمعاناة عندما أرجعه معاوية إلى عثمان، في الطريق من الشام إلى المدينة. حيث أركبوه على بعير بلا مركب ولا محمل وشدّوا رجليه من تحت وساروا به الطريق الذي كان طوله قرابة أكثر من ألفين كيلو متراً، ولم ينزلوه أبداً لا لصلاة ولا لاستراحة ولا لطعام ولا لغيره. وعندما وصلوا المدينة، وأنزلوه من على ظهر البعير تساقطت لحوم فخذيه. فهل مانراه نحن اليوم من معاناة هي بمستوى هذه المعاناة التي عاناها أبي ذر، وهي واحدة من معاناة كثيرة عاناها؟ أو أن تكون درجتنا بالجنّة بدرجة أبي ذر نفسها؟ الجواب: لاشكّ، كلا.

وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، إرشاداته القيّمة، قائلاً: إذن عليكم بالتحمّل والصبر، خصوصاً في تحمّل المعاناة، كثيرها وقليلها. وأسأل الله تعالى أن يعينكم جميعاً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى